رافق اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان نقاش سياسي وأخلاقي واسع ، ما دفع عددا من الدول من ضمنها المغرب الذي استأنف علاقاته مع إسرائيل، إلى التنديد بهذا الهجوم ورفض العنف.
وبمجرد صدور الشجب الرسمي للمغرب ورفضه ترويع المصلين؛ طُرحت تساؤلات تصب جميعها في اتجاه مستقبل العلاقات بين الرباط وتل أبيب، وهل ستتأثر بسبب هذا السلوك الإسرائيلي.
محمد الطيار، خبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، يرى أن “المغرب دائما ما يقف إلى جانب الفلسطينيين ويساندهم، نظرا إلى أن قضيتهم في صدارة اهتمامات الرباط”.
ولفت الطيار، وفق تصريح له إلى أن “التنديد الرسمي للمغرب لما يجري في فلسطين يدخل في إطار رفض المملكة الصريح لجميع السلوكيات التي تستهدف المسجد الأقصى، وتمس بالوضع القانوني للقدس الشريف”.
الخبير نفسه أكد أنه “يجب الفصل والتمييز بين علاقة المغرب بكل من فلسطين وإسرائيل”، مستطردا أن “الموقف المغربي الأخير، حول الأحداث التي وقعت في المسجد الأقصى، ليس جديدا”.
“إن المغرب دوما مع حل الدولتين”، يشدد الطيار قبل أن يضيف أن “المملكة حريصة على الترويج لهذا الحل في المحافل الدولية، من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حتى يعم السلم ويعيش الجميع في أمان”.
وعلى هذا الأساس؛ أردف الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية أن “التنديد المغربي لن يؤثر على مسار العلاقات بين الرباط وتل أبيب، ولو أن مثل هذه السلوكيات الإسرائيلية تضفي برودة على العلاقات بين البلدين”.
تجدر الإشارة إلى أن الرباط أبدت، في بلاغ لوزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج صدر أول أمس الأربعاء، (أبدت) “رفضها لمثل هذه الممارسات، التي لن تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا تعقيدا وتوترا، وتقوض جهود تحقيق التهدئة وإعادة بناء الثقة”.
يُذكر، أيضا، أن المغرب اتفق مع إسرائيل في الـ10 دجنبر من سنة 2020 على استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة الرحلات الجوية المباشرة وتوقيع عدد من الاتفاقية العسكرية وتبادل الزيارات، بموجب اتفاق بوساطة أمريكية قادها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، واعترفت فيه واشنطن، أيضا، بسيادة المغرب على الصحراء.