للاسف لا تكاد مدينة البيضاء ان تنسى الحريق الذي مضى لحافلة النقل الحضاري لتصبح اليوم صباح اليوم الخميس، في حافلة للنقل الحضري رقم 900، تربط ما بين سيدي البرنوصي ومدينة المحمدية، وذلك على مستوى جماعة عين حرودة بالقرب من مقر البريد.
واضطر العشرات من الركاب، ضمنهم تلاميذ وطلبة كليتي الآداب والعلوم الإنسانية والعلوم القانونية والاقتصادية، الذين اجتازوا امتحاناتهم اليوم، إلى الفرار من الحافلة بعدما شبت النيران في الجهة الخلفية منها.
واستنفر الحريق المهول، الشبيه بالحريق الذي كان قد طال حافلة على مستوى مركز مدينة الدار البيضاء قبل أشهر، مختلف السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية.
وآثار هذا الحريق المهول غضبا واسعا في صفوف ركاب الحافلة، من طلبة وتلاميذ وغيرهم، الذين لحسن حظهم لاذوا بالفرار وتفادوا كارثة حقيقية، والذين طالبوا السلطات بوضع حد لمعاناتهم مع وسائل النقل الحضري.
ويأتي هذا الحريق المهول في وقت تعيش فيه ساكنة العاصمة الاقتصادية ومدينة المحمدية معاناة حقيقية مع شركة “مدينة بيس”، التي صار أسطولها مهترئا ويتعرض للاحتراق بشكل متتال، ناهيك عن الأعطاب التي تلحق به على الطريق وترك الركاب في منتصف المسار دون إيصالهم إلى وجهتهم.
ومعلوم أن مؤسسة التعاون بين الجماعات “البيضاء” قد صادقت على إنهاء العقد مع شركة “مدينة بيس”، فيما دخلت أربع شركات أجنبية على خط التنافس على صفقة تدبير القطاع، ويتعلق الأمر بكل من شركة “RATP” الفرنسية، وشركة “ألزا” الإسبانية، وشركة مغربية، وأخرى فرنسية.
وفيما يخص طريقة تمويل هذه الحافلات، فقد أكدت مصادر هسبريس، في وقت سابق، أن وزارة الداخلية، ووزارة المالية والاقتصاد، وجهة الدار البيضاء سطات، هي الأطراف التي ستتكلف بالجانب التمويلي، مقدرة تكلفة هذه الصفقة بما يزيد عن ملياري درهم، تهم اقتناء 700 حافلة.
وتعول جماعة الدار البيضاء على هذه الصفقة من أجل النهوض بقطاع النقل بالعاصمة الاقتصادية، التي تشهد غليانا كبيرا منذ إنهاء العقد مع شركة “مدينة بيس”، وصارت مدينة “بدون حافلات”.
واشترطت الجماعة مجموعة من الشروط على الفاعل الجديد الذي سترسو عليه صفقة النقل الحضري بالدار البيضاء والمحمدية والنواحي، من شأنها، بحسب المسؤولين، إعادة الاعتبار للمواطن البيضاوي الذي عانى الويلات مع شركة “مدينة بيس” طوال السنوات الأخيرة.