كشف زهير لهنا، الطبيب المغربي المتخصص في الجراحة النسائية والتوليد، عن مشاهد مروعة لما يحدث داخل مستشفيات مدينة رفح جنوب قطاع غزة، داعيا إلى إقامة ممر آمن لإنقاذ أرواح المدنيين والمصابين.
الطبيب المغربي الذي يكرس حياته للعمل الإغاثي التطوعي في عدد من بلدان العالم التي تعرف حروبا وأزمات، يتواجد حاليا بمستشفى الأم والطفل بمدينة رفح في غزة، حيث يشرف على العمليات الجراحية والولادة للنساء الحوامل.
وقال في تصريح له ، إن رفح التي يتواجد فيها أزيد من مليون و400 ألف فلسطين، غالبيتهم الساحقة من النازحين والمهجرين، مشيرا إلى أنها أصبحت مدينة مكدسة تصعب الحياة فيها.
وكشف لهناو أن هناك حوالي 50 ألف حالة حمل في القطاع، لافتا إلى أن الولادات الطبيعية في هذا المشفى تتراوح ما بين 15 إلى 20 حالة في اليوم، في حين أصبحت بعد الحرب ما بين 70 إلى 80 حالة ولادة.
وأبرز لهنا أن العمليات القيصرية المرتبطة بالولادة، انتقلت من 3 إلى 4 قبل الحرب، لتصبح اليوم ما بين 20 إلى 30 عملية، مسجلا ارتفاعا كبيرا في نسبة الإجهاض والولادة المبكرة وتسمم الحوامل ولادة الأطفال الخدج.
وأشار إلى أن هذا الوضع يتسبب في ارتفاع العمليات القيصرية، رغم جهود الأطباء وانضمام أطقم طبية أخرى من مستشفيات الشفاء وناصر والمحافظة الوسطى لمساعدة أطقم الجنوب في رفح.
وتابع قوله: “لكن المساحة هنا لا تسمح، نتوفر على قاعتين للعمليات الجراحية فقط وقسم لرعاية الخدم يضم 11 سريرا”، مسجلا ارتفاعا في عدد وفيات الخدج والأمهات الحاملات بسبب ظروف الحرب.
وكشف المتحدث أن الولادات تمر بطريقة سريعة، حيث تخرج النساء بعد 6 ساعات فقط من الولادة، فيما تخرجن من العمليات القيصرية بعد 24 ساعة فقط، وأكثرهم يعدن إلى الخيم.
وأردف قائلا: “مما زاد الأمور صعوبة، الهجوم النفسي قبل العملي على رفح، الناس هنا في حالة ارتباك ولا يعرفون إلى أين يذهبون، هل إلى المحافظة الوسطى أم إلى البحر، الكل يبحث عن خيمة ومكان آمن، ولكن مع الأسف ليس هناك مكان آمن”.
ورصد الطبيب المغربي أن هناك 150 شهيدا كل يوم تقريبا في القطاع المحاصر، مشددا على ضرورة توقف الحرب لكي يأخذ السكان أنفاسهم رغم أن القطاع مدمر، خاتما قوله: “نتمنى ممرا آمنا حتى يتسنى للناس حماية أنفسهم وأبنائهم”.
ولهنا معروف بتدخلاته السريعة في مناطق الحروب والكوارث والأزمات لإنقاذ أرواح المرضى، حيث عمل طبيبا متطوعا في عدد من دول العالم، خاصة قطاع غزة وسوريا وأفغانستان واليمن والعراق.
فالطبيب المغربي الذي درس في المغرب وعمل في فرنسا متخصصا في الجراحة النسائية، وأستاذا مساعدا بجامعة باريس، له تجربة تزيد عن 20 سنة في إنقاذ أرواح المدنيين في ساحات الحروب والكوارث والأزمات.