خلد أفراد من الطائفة اليهودية المغربية، يوم الأربعاء المنصرم بالمقبرة اليهودية لمكناس، هيلولة “تساديكيم”، وذلك لأول مرة منذ ستين عاما.
وعرفت الهيلولة الكبرى التي أقيمت بمبادرة من مجلس الطوائف اليهودية للمغرب، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، تدفقا لأفراد من الطائفة اليهودية من مختلف أنحاء المملكة ومن بلدان أجنبية، خصوصا، فرنسا وبلجيكا وكندا واسرائيل.
وفي تصريح ، أعرب سيرج بيرديغو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، عن تأثره الكبير لإقامة هذه الهيلولة لأول مرة منذ 60 عاما بمكناس، مضيفا أنها تأتي بعد استكمال عملية ترميم المقبرة اليهودية، كمبادرة فريدة على الصعيد العالمي، أطلقها صاحب الجلالة.
وأبرز أن مقبرة مكناس فريدة في العالم على اعتبار أن قبورها متاخمة للسور التاريخي مما فرض القيام بأعمال الترميم تزامنا مع ترميم المعالم التاريخية، مشيرا الى أن المبادرة مكنت من تجديد الصلة اليوم ب 500 يهودي مغربي، أغلبهم من مكناس، توافدوا لاستعادة جزء من ذاكرتهم.
وفي افتتاح الاحتفالية، سلط بيرديغو الضوء على أشغال ترميم المقبرة اليهودية القديمة لمكناس، على إثر قرار جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، المتعلق بتأهيل المقابر اليهودية للمغرب، مسجلا أن المبادرة الملكية مكنت من حفظ أزيد من 170 قبرا، استعادت حرمتها، مما أثلج صدور الأسر.
وتميز الحدث أيضا بتدشين عملية تأهيل متحف الملاح، الفضاء المتحفي الذي يزخر، حسب الامين العام لمجلس الطوائف اليهودية، ب “وثائق نفيسة على غرار ‘الكتوبة’، عقد زواج ربي رافائيل بيرديغو”.
وجرى إحياء الهيلولة بحضور عامل مكناس عبد الغني الصبار، إلى جانب القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بالرباط، ديفيد غرين، ورئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط ديفيد غوفرين، فضلا عن عدد من الحاخامات وشخصيات أخرى.
وصرح ديفيد غرين أنه “خلال السنوات التي عاشها بالمغرب، تعلم الكثير عما يخص تاريخ المغرب المطبوع بالتسامح والتعايش بين اليهود، المسلمين والمسيحيين” مضيفا أن المغرب بلد يستقبل جميع الديانات.
وبهذه المناسبة، رفع الحاضرون الدعاء للعلي القدير بأن يمن بالنصر واليمن على صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأن يقر عينه بصاحب السمو الملكي، ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وبصاحب السمو الملكي، الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تم التضرع الى الله بأن ينزل شآبيب رحمته على جلالة الملك الراحل الحسن الثاني وجلالة المغفور له محمد الخامس.