الصراعات و الخلافات الترابية التي عرفها التاريخ في قضية الصحراء المغربية

تعتبر قضية الصحراء المغربية . من اعظم الخلافات التي عرفها التاريخ في العصر الحديث, فانطلق الصراع في الصحراء منذ الستينات القرن الماضي بطلب المغرب استرجاع الصحراء بعد استقلاله, فرفضت السلطات الاسبانية بتسليم الصحراء الى المغرب بعد تخليها عن إقليم طرفاية في سنة 1958 و إقليم سيدي افني عام 1969 فقام الملك الحسن الثاني رحمه الله ارسال رسالة الى الرئيس الاسباني يؤكد له فيها قلق المغرب وعزمه على هذه المعارضة لأنها لا تتناسب مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وأيضا الى العديد من العواصم الدولية الكبرى لعرض وجهة النظر المغربية من قضية الصحراء وبعد اعتراف محكمة العدل بالحقوق التاريخية للمغرب في صحرائه, أعلن الملك الحسن الثاني سنة 1975 بتنظيم مسيرة سلمية خضراء نحو الصحراء بمشاركة ما يقارب 350 ألف مواطن مغربي مما دفع الدلة الاسبانية إلى إعادة ترتيب أوراقها, والقبول بالتفاوض مع المغرب في هذه القضية فاجتمعت اسبانيا و موريتانيا من اجل توقيع على اتفاقية مدريد بتاريخ 14 نونبر 1975 وفي الوقت الذي كان الملك الحسن الثاني يستعد لإطلاق المسيرة الخضراء, وبشكل كبير أعلنت الجزائر بتاريخ 21 أكتوبر 1975 عن موقف معارض لقرار المغرب بتنظيم المسيرة الخضراء, من أجل وقف المسيرة والاعتراض على المغرب في صحرائه, بعد حصول المغرب على استقلاله من فرنسا, ظلت القوات الاسبانية مستقرة في الصحراء لسنوات, وهو ما جعل المغرب يعمل جاهدا من أجل استكمال وحدته الترابية فقام الملك الحسن الثاني رحمة الله عليه في مطلع ثمانينيات القرن الماضي ببناء جدار رملي حول مدن السمارة والعيون وبوجدور لعزل المناطق الصحراوية الغنية بالفوسفاط وجعل هذا الجدار أهم الأراضي الصحراوية في مأمن من هجمات مسلحي البوليساريو للحماية الغربية من هجمات الحركة الانفصالية للبوليساريو هي اختصار لاسم الجبهة باللغة الإسبانية المكون من الحروف الأولى لجملة “الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب” فهي حركة تحررية صحراوية تأسست في 20 مايو 1973 وتسعى لتحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارًا مغربيًا , يقول المغرب على الصحراء ان الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه ولا يمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية, فيما تصر جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير، كما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991, فالحكم الذاتي هو نظام سياسي و إداري واقتصادي يتم في أقاليم من دولة على صلاحيات واسعة لتدبير شؤونها ,في سنة 2000 نوقشت الخطة التابعة للأمم المتحدة الامريكية حق التصويت في لاستفتاء, فالاستفتاء هو لجوء السلطات العامة إلى الشعب ليبدي رأيه في موضوع ما عن طريق التصويت عليه فإما أن يقرَّه أو يرفضه. لاكن جبهة البوليساريو رفضت بشكل تام , فأعلن الملك محمد السادس نصره الله في عام2006 عن إحداث المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية وتتمثل صلاحيات هذا المجلس في إبداء الرأي في ما يستشيره صاحب الجلالة الملك محمد السادس من قضايا عامة أو خاصة ذات الصلة بالتنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية في الأقاليم الجنوبية لإيجاد حل لهذا النزاع, في سنة 2010 قامت بعض ساكنة العيون بنصب الخيام بمنطقة اكدي ميزيك لضغط على السلطات المحلية من اجل تحقيق مجموعة من المطالب كالدعم و السكن وتوفير مناصب الشغل , مما اجبر السلطات على التدخل لتفكيك هذا المخيم نتيجة حرب وهو الامر الذي أدى الى خسائر بشرية و اقتصادية و مادية ومقتل عناصر القوات العمومية وفي سنة 2016 اكد الملك محمد السادس نصره الله بطرد 84 موظف المينورسو التابعة للأمم المتحدة بعد ان تبين له بأن عناصر من هذه البعثة قاموا بإجراء العديد من اللقاءات مع عناصر لديهم وجهة نظر معادية للطرح المغربي ,في سنة 2020 قامت عناصر مسلحة من البوليساريو ما بين شهري أكتوبر ونونبر بعملية عرقلة حركة المرور المدنية والتجارية بمنطقة الكركرات في الطريق الرابطة بين المغرب وموريتانيا, حيث قامت القوات المسلحة الملكية المغربية بعد هذا التصرف الدنيء بالتصدي المسلح ووقف زحف جبهة البوليساريو داخل الصحراء المغربية كما قامت بإنشاء جدار رملي لحماية منطقة الكركرات من الاختراقات مستقبلاً, و تعتبر ازمة الصحراء المغربية هي واحدة من أطول الصراعات السياسية و الإنسانية في العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.