الصحفية المغربية زينب الغزوي تهاجم وزير الداخلية الفرنسي

مجلة اصوات

انتقدت الصحفية المغربية الفرنسية زينب الغزوي كيف أن وزير الداخلية الفرنسي لم يجد شغلا سوى أن يغرد ضد صحفية كاتبة ومواطنة بسبب إدلائها بتصريحات صحفية لجريدة أجنبية.

 

وأكدت الغزوي في حوار مع قناة “الجزيرة مباشر” أنها قالت ما أملاه عليها ضميرها بخصوص حرب الإبادة القائمة على الشعب الفلسطيني، معتبرة أن ما أقدم عليه وزير الداخلية الفرنسي ماهو إلا محاولة يائسة لستر عورة إسرائيل، وللتغطية على الانهيار الأخلاقي الكبير الذي يشهده العالم.

 

وأشارت أن فرنسا التي لطالما ادعت أنها قبلة الحرية وحقوق الإنسان في العالم، هي من المساعدين للمحرقة البشعة التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني، معتبرة أن متابعتها قضائيا بتهمة مساندة الإرهاب ليست إلا الجانب الظاهر من ظاهرة باتت تفتك بالعديد من مساندي القضية الفلسطينية في فرنسا.

 

نفاق الغرب

وقالت الغزوي التي أجرت الحوار بالزي التقليدي الفلسطيني، إن هناك العشرات من الاعتقالات والمتابعات والمضايقات ضد كل اللذين يدافعون عن حقوق الشعب الفلسطيني، وهذه السنة كانت فرصة كي نرى مذا النفاق والكيل بمكيالين لدول الغرب التي لازالت تعتبر نفسها بأنها ديمقراطية.

 

وأضافت ” أنا كنت من الذين آمنوا بهذه الخدعة والكذبة الكبرى بشأن المساواة بين الأديان والمساواة في الوطنية، لكن هذا ليس صحيحا تماما”.

 

وكررت الغزوي تصريحاتها السابقة بكون إسرائيل ليست إلا “داعش” ناجحة، مشيرة أن اللذين كانوا يشجعون الناس على انتقاد الإسلام والمسلمين بمبرر العلمانية هم نفسهم اليوم يساندون جرائم الكيان الصهيوني.

 

وتابعت بالقول “الواقع الذي نعيشه اليوم في فرنسا مقلق لأن العنصرية قد عرت أنيابها، والناس تتعرض لاعتقالات ومضايقات ومتابعات، وأنا شخصيا أعرف طفلا لم يتجاوز 13 سنة تم استدعاؤه والاستماع إليه من طرف الشرطة بتهمة الترويج للإرهاب”.

 

وشددت على أن العرب كانوا مخدوعين بواقع الغرب الذي يتنكر الآن لكل القيم التي كان يتبجح بها، وفرض سيادته على العالم باسمها لكنه الآن يتنكر لها من أجل سواد عيون الكيان الصهيوني.

 

تبني خطاب الإبادة

وسجلت أنها تتعرض للمضايقات منذ سنة أي منذ انطلاق حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وسحبت منها جائزة “سيمون في” التي منحت لها باسم حرية التعبير، علما أنها مارست حريتها في التعبير عندما انتقدت إسرائيل، وعندما عبرت عن وجعها الشديد لما رأت نزع الإنسانية عن الفلسطينيين وعن العرب في فرنسا.

 

 

واعتبرت أن جائزة “سيمون فيي” إن كانت تعني التواطؤ مع الكيان الصهوني في جرائمه وفي حرب الإبادة التي يمارسها، فإنها ستكون جد مسرورة بأن تعيد هذه الجائزة في كيس قمامة.

 

وأكدت أنه إذا فرض عليها السجن فستكون سعيدة جدا في أداء هذا الثمن، لأن هذا أضعف الإيمان للتضامن مع ما ييعشه الشعب الفلسطيني، وهذا ما لا يستطيع فهمه أشخاص مثل وزير الداخلية الفرنسي لأنهم لا يعرفون معنى الحرية الحقيقي، ولا يعرفون قيمة الضمير.

 

وأبرزت أن الأمر لا يتعلق فقط بالمتابعات وسحب الجوائز لأن ما خفي أعظم، الموضوع أصبح معمما وشائعا في وسائل الإعلام العمومية الفرنسية التي تتبنى خطاب الإبادة بشكل فادح، إذ أن التلفزيونات الفرنسية أصبحت ملحقات للجيش الإسرائيلي، بل إن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة الفرنسية يحضر في كل البلاتوهات، ويوزع علامات الاستحسان ويوبخ الصحفيين، لدرجة أن صحفيين كثر طردوا من وظائفهم.

 

الضمير لا يباع ولا يشترى

ولفتت إلا أن من يدافعون عن القضية الفلسطينية يتعرضون لشتى أنواع التنكيل على وسائل التواصل الاجتماعي، في حين أن الخطاب الإبادي يقال بكل صراحة على التلفزيون، وسمعنا كيف أن فنانين فرنسيين يدعون إلى قتل كل الشعب الفلسطيني، وكأن عبادة الكيان الصهيوني باتت واحدة من أعمدة الانتماء إلى القومية الفرنسية.

 

وأكدت الغزوي أنها ستواصل دعم الشعب الفلسطيني لأن متابعتها قضائيا لا تسوى شيئا أمام ما يعيشه الفلسطينيون واللبنانيون، مضيفة ” أنا محظوظة جدا لأني لا أوجد تحت قنابل الكيان المتعجرف، وأنا إنسانة حرة أعرف قيمة الحرية، وأن الضمير لا يباع ولا يشترى.

 

وعبرت عن سعادتها وفخرها بأن تكون بإمكانياتها البسيطة وبصوتها الصغير إلى جانب الشعب الفلسطيني وحقوقه، متمنية أن تكون تجربتها عاملا مساعدا في تعرية النفاق الغربي والانهيار الأخلاقي الذي وصلت إليه مجتمعات الغرب، معبرة أيضا عن حزنها جدا لما وصلت إليه دولة مثل فرنسا، لأن الإعلام منعدم الضمير والنخب السياسية الصهيونية الفاسدة جعلت الناس لا يتفقون على أشياء من مقدسات البشرية، وعلى رأسها الاختلاف والتعددية، والمجتمع الفرنسي اليوم لم يعد يتفق حتى على مسألة قتل الأطفال، وعندما يصل مجتمع ما إلى هذه المرحلة فنحن أمام قمة الهمجية.

 

وختمت بالقول “ما أقوله للعرب أنه دائما كان يقال لنا إننا آخر تلميذ في قسم حرية التعبير والصحافة والديمقراطية، واليوم يتضح أن كل هذا هراء، ويجب أن لا يغرنا زيف وبريق هذه القيم لأننا الآن نشهد بداية انهيار منظومة سادت العالم بالكذب والنفاق عشرات السنين، والكيان الصهيوني هو وليد هذه المنظومة، وانهياره سيجر مع كل هذه الكيانات الكاذبة والزائفة”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.