تستمر رحلة “وهبي” في تفجير القنابل الذرية في كل الخرجات التي يطل من خلالها، سواء الإعلامية منها، أو التشريعية، في هذا السياق شنت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في شخص أمينها العام “ذ فريد قربال” هجوما عنيفا على طلت “وهبي” الأخيرة من خلال مجلس المستشارين، والقنابل الجنائية التي أطلقها في وجه حرية التعبير، وحرية الصحافة، حيث اعتبر أن الحكومة و”وهبي” أصبحوا يغردون خارج السرب، حيث تعددت خرجاته الخاطئة ضد الصحافة والصحافيين، بما حملته من فجرته من انتقادات، مؤكدا ألا استغراب من ذلك، ما دام يعتبر جزءا من حكومة فاشلة، متسائلا كيف سمح “وهبي لنفسه التدخل في شؤون المقاولات الإعلامية”، مشددا على أن الصحافيين لن يتخلوا عن رصد ممارساته باعتباره مسؤولا داخل الحكومة وليس إنسانا عاديا.
وهكذا وبعد أن أوضح الأمين العام للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة في تصريح ل”جريدة أصوات” أن الحكومة تفتقر للوعي بمشاكل الشعب، وواقع الصحافيين أنهم أصبحوا عراة في الدفاع عن مطالبهم، مضيفا أن وزير العدل لم تعد له أية علاقة بالتشريع في شقيه الجنائي والدستوري، محيلا وهبي إلى خطبه أثناء تواجده بالمعارضة وخطابه السلطوي الذي يصرف الآن ضد الصحافة والصحافيين، باقتراحه المزيد من القيود على ممارسة الحريات العامة، وهو المحامي الذي فقد كل مقومات الحفاظ على الحقوق.
وأوضح “ذ فريد قربال” أن الممارسة الصحافية يؤطرها دستور وظهير شريف وأن قفزة “وهبي” التي وصفها ب”المرتجلة” هي تضييق على هاته الحقوق التي أتى به الظهير الشريف والدستور، مبرزا أن خرجات “وهبي” الخاطئة ضد الصحافة والصحافيين تعددت وأن لا علاقة له بالمجال، وقال مخاطبا “وهبي”: “أنت أصبحت خارج السرب وتغرد بأكثر من لغة وخلقت سيلا من الانتقادات، ونحن لا نستغرب ما صدر منك”.
وواجه الأمين العام للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة “وهبي” بأن الصحافة لن تتخلى عن رصدك باعتبارك مسؤولا داخل الحكومة، وأن حضوره داخل هاته الوزارة نشاز لا يتلاءم مع الفقهاء الذين مروا منها ومارسوا هذا المجال، مبرزا أن الأمر ليس بغريب ما دام يمثل جزءا من هاته الحكومة، موجها خطابة ل”وهبي” قائلا: يجب أن تفهموا أن الصحافيين لم يعودوا يتحملون وجودكم داخل الحكومة، وأن اختصاصاتكم لا تتعدى البنايات وخلق ظروف الاشتغال، وأن المشرع فوض الحقوق الأخرى لرآسة النيابة العامة، وللمجلس الوطني للسلطة القضائية.
وتابع “ذ فريد” أن حماقات “وهبي” أصبحت حديث المقاهي، والوزير مطالب بإعادة النظر في أشكال تعامله مع الجسم الصحافي.
وتساءل “ذ قربال” كيف تسمحون لأنفسكم بالتدخل في المقاولات الإعلامية التي رخص لها القضاء بمزاولة مهامها؟ كيف تحشرون أنفسكم في هذا الباب؟ مضيفا أن نجاح المنظومة القانونية رهين بفتح حوار شامل مع المهنيين، ما يقع هو أنكم أنتم في واد والدستور والقوانين في واد ثان، فالمقاولة الإعلامية هي المخول لها بتدبير أعمالها، مطالبا “وهبي” بالتخلي عن هاته السلوكات، مؤكدا لوهبي أن الصحافيين لن يتخلوا عن حقهم في متابعته، مضيفا أن حزب العدالة والتنمية كتجربة كان وعلى الرغم من خلافنا معه، يحترم الصحافة والصحافيين، فمن أعطى للسيد “وهبي” الحق ليتدخل في مهام ليست من اختصاصاته، وأن يضع نفسه منظرا مكان المقاولات الإعلامية، فهاته الأخيرة هي المسؤولة عن العاملين فيها، وعن شكل التعامل معهم، وهي المسؤولة عن القضاء، وما دون ذلك يبقى مجرد لغو وتدخل في اختصاصات ليست من واجباته الدستورية ولا القانونية.