شكل موضوع “الإدماج، الطريق إلى مغرب جاد وطموح” محور أشغال النسخة السادسة للمؤتمر الوطني للشركات الناشئة المغربية الذي يعد موعدا سنويا متميزا للشركات الناشئة والمنعقد اليوم السبت بمراكش.
وتسلط هذه التظاهرة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من قبل الاتحاد المغربي للشركات الناشئة، الضوء على قوة دينامية الشركات الناشئة، كما تمثل منصة للتبادل والمشاركة والاكتشاف، تجمع الطلبة والمهنيين والشركاء من مختلف المشارب.
وأبرز الرئيس الشرفي والمؤسس للاتحاد المغربي للشركات الناشئة، عمر بنموسى، في افتتاح اللقاء، أهمية موضوع هذا المؤتمر، مشددا على أهمية الجدية والطموح كدعامتين استراتيجيتين للتنمية السوسيو اقتصادية بالمملكة ليس فقط من حيث الأدوات ولكن أيضا من حيث العقلية والقدرة والكفاءة.
وذكر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن الادماج الاقتصادي وانخراط الشباب يوجد في صلب استراتيجيات التنمية بالمملكة، موضحا أن الاتحاد المغربي للشركات الناشئة عزز اليوم موقعه كشريك مهم للمقاولة والجامعة والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والنظام المقاولاتي بالمغرب.
وفي تصريح مماثل، أكد رئيس المكتب التنفيذي للاتحاد المغربي للشركات الناشئة، خليل أنفلوس، أن هذا المؤتمر يشكل مناسبة للمقاولات الشابة لاكتشاف النظام الاقتصادي وإبراز المؤهلات التي يتوفر عليها الشباب خاصة وأن “مغرب الغد يُبنى اليوم”.
من جهته، أبرز توفيق أبو الضياء، رئيس ” Emerging Business Factory” الحاضنة للشركات الناشئة بمراكش وشريك هذا الحدث، أن الشباب يشكل مصدر الهام، خاصة وأن المقاولات الصغيرة جدا والمقاولات الصغيرة والمتوسطة في حاجة لدفعة جديدة ونفس جديد.
ونوه السيد أبو الضياء، وهو أيضا نائب رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب فرع مراكش آسفي، بالاختيار الصائب لموضوع المؤتمر بالنظر لأهمية الادماج الذي يتعين التفكير فيه مسبقا، موضحا أنه “غالبا ما يكون قد فات الأوان للحديث عنه بعد وضع خطط العمل والانتهاء من عملية التوظيف داخل المقاولة”.
من جانبه، أشار المدير العام بالنيابة للمركز الجهوي للاستثمار مراكش آسفي، محمد أمين الصبيحي، إلى أن موضوع اللقاء يتماشى مع الاستراتيجية الجديدة للتنمية بالمملكة التي تجعل من ريادة الأعمال إحدى الدعامات المهمة ضمن النموذج التنموي الجديد وميثاق الاستثمار.
وأكد على أن المركز الجهوي للاستثمار يعمل على مواكبة المقاولين والمقاولات مع إيلاء اهتمام خاص للمقاولين الشباب بالنظر لكونهم الأكثر قدرة على المساهمة في اشعاع المغرب في مجالات ومهن مستقبلية تركز عليها المملكة (تكنولوجيا، التكنولوجيا الحيوية، الصناعة ذات القيمة المضافة العالية ..).
وتميزت الجلسة الافتتاحية بتنظيم جلسة حول الموضوع الرئيسي للمؤتمر بمشاركة خبراء وفاعلين مؤسساتيين الذين أكدوا على ضرورة تعزيز ثقافة الاستثمار وخاصة في صفوف الشباب والطلبة، مع الحرص على تزويدهم بالإمكانات اللازمة حتى يكونوا فاعلين مؤثرين داخل عالم ريادة الأعمال على المستوى الوطني والدولي.
وفي ختام هذه الجلسة تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين الاتحاد المغربي للشركات الناشئة وحاضنة المقاولات الناشئة “Emerging Business Factory” تهدف تعزيز التعاون بين الطرفين ودعم الشركات الناشئة.
واختار المنظمون هذه السنة إبراز أهمية الادماج كمحرك للتنمية، من خلال دمج جميع جوانب المجتمع والادماج الحر للمؤهلات الهائلة من حيث الأفكار والمواهب ووجهات النظر، ويعزز التماسك الاجتماعي ويحفز الابتكار وينشط الاقتصاد.
وأبرزوا أن رؤية شاملة لرواد الأعمال الشباب المفعمين بالحيوية والابداع، تبث حياة جديدة في المغرب مما يجعلهم أكثر طموحا وجدية في أهدافهم.
يشار إلى أن الشركات الناشئة هي جمعيات للطلبة داخل مؤسسات التعليم العالي ذات طابع اقتصادي وبيداغوجي، وتعتبر عاملا لتشغيل وانخراط الطلبة، من خلال تمكينهم من تطبيق المعارف النظرية التي تلقونها على أرض الواقع. كما تشكل جسرا بين عالم الدراسة والمقاولة من أجل تحقيق الادماج المهني للطلبة.
ومنذ إنشائه سنة 2017، يلتزم الاتحاد المغربي للشركات الناشئة بتعزيز حركة الشركات الناشئة في المغرب، وتسليط الضوء على الدور الحيوي لرواد الأعمال الشباب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.
ويعمل الاتحاد على ضمان الاعتراف بوضع الشركات الناشئة واحترامه، والتشجيع على انشاء كيانات جديدة داخل مؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء المملكة.