شاركت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، على رأس وفد مغربي، في الجموع السنوية لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية، المنعقدة ما بين 23 و27 ماي الجاري بأكرا.
وأوضح بلاغ للوزارة، أن السيدة فتاح العلوي، شاركت بصفتها محافظة البنك الإفريقي للتنمية للمملكة المغربية، في حوارات المحافظين المنعقدة هذه السنة تحت شعار “الآفاق الاستراتيجية للبنك في العشر سنوات القادمة”.
وأكد البلاغ أنه في هذا الإطار، تداول المحافظون حول مواضيع ذات الاهتمام المشترك بالنسبة للقارة، والمتعلقة بمنح الأولوية للفلاحة بغية تخفيف آثار الأزمة الغذائية وارتفاع أسعار المواد الأولية، والتوصيل الطاقي، والانتقال إلى اقتصاد أخضر، ووضع نظام صحي وتعليمي ذي جودة، والاستثمار في مشاريع لفائدة النساء والشباب.
واغتنم المحافظون فرصة هذا الحوار من أجل دعوة البنك الإفريقي للتنمية، بصفته مؤسسة مالية للقارة، إلى التوفر على ميكانيزمات تمويل مبتكرة تتيح له تنفيذ مشاريع وبرامج ذات أولوية، على نطاق واسع، لفائدة دولها الأعضاء الإقليميين، لاسيما عبر تعزيز قدرته على التمويل ودعم القطاع الخاص والشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وفي السياق ذاته، تمت دعوة البنك الإفريقي للتنمية إلى تحسيس المجتمع المالي الدولي حول مسألة مديونية الدول الإفريقية ذات الدخل المنخفض واستغلال المبادرات التي تم إطلاقها لهذا الغرض.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الوزيرة عقدت مجموعة من الاجتماعات الثنائية على هامش هذه الجموع السنوية.
وأعربت الوزيرة خلال اجتماع مع رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية، أكينوومي أديسينا، عن ارتياحها للتعاون التاريخي بين المغرب والبنك، وطالبت بدعم هذه المؤسسة من أجل مواكبة المغرب في تنزيل نموذجه التنموي الجديد وتنفيذ الأوراش الكبرى التي أطلقت بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ومن جانبه، جدد رئيس البنك، الذي أشاد بالتقدم الذي تم إحرازه في المغرب، التزام المؤسسة بدعم دينامية الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
كما شكل الاجتماع الذي عقدته الوزيرة مع المدير العام لصندوق (أفريكا50)، آلان إيبوبيس، مناسبة لبحث سبل ووسائل تعزيز روابط التعاون بين الطرفين.
وخلال اجتماع مع الأمين العام لمنطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، وامكيلي ميني، أبرزت الوزيرة الأهمية التي توليها المملكة لتفعيل منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، من أجل الاستفادة الكاملة من إمكانيات التبادل التجاري على مستوى القارة.
ومن جهة ثانية، شاركت السيدة فتاح العلوي في جلسة نقاش نظمها نائب رئيس البنك الإفريقي للتنمية، المكلف بالحكامة الاقتصادية وتدبير المعارف، كيفين أوراما، حول موضوع “الإجراءات الأساسية لتحفيز النمو الشامل والتنمية المستدامة بإفريقيا”.
وتشكل النسخة ال 57 من هذه الجموع، التي تتسم بالعودة إلى الاجتماعات الحضورية بعد اللقاءات الافتراضية خلال السنتين الماضيتين، فرصة لمناقشة وسائل تسهيل الانتقال الطاقي بإفريقيا في سياق يتميز بالتغيرات المناخية، والتي باتت تداعياتها ملحوظة على بلدان القارة.
كما تهدف هذه الجموع، التي ينسجم موضوعها مع المؤتمر الـ27 للأمم المتحدة حول التغير المناخي (كوب 27) المرتقب بمصر خلال شهر نونبر المقبل، إلى مناقشة وسائل مساعدة الدول الإفريقية على التكيف مع التغير المناخي، لاسيما عبر تعبئة الموارد اللازمة
وتعد الجموع السنوية الحدث الأهم لمجموعة البنك الإفريقي للتنمية. وتجمع نحو 3000 مندوب ومساهم سنويا.
كما تتيح للمؤسسة تقييم المنجزات التي تم إحرازها مع مساهميها، وتمثل منتدى فريدا للتداول حول قضايا محورية تهم التنمية في إفريقيا بالنسبة لممثلي الحكومات والشركات والمجتمع المدني ومجموعات التفكير والجامعات ووسائل الإعلام.