“السطو” على مساعدات بلجيكية لضحايا الزلزال.. رئيس جماعة يخلي “ذمته” ويشكو نائبه الأول للنيابة العامة
اشتكى رئيس جماعة إجوكاك، بوشعيب إكزولن، للنيابة العامة بمراكش، نائبه الأول بالجماعة، بتهمة “خيانة الأمانة” بعد تكليفه بإخراج شاحنة من الحجم الكبير من ميناء طنجة، محملة بمساعدات قادمة من بلجيكا، وجعلها في يد سيدة بمدينة مراكش، عوض توصيلها للجماعة، قصد توزيعها على المتضررين من زلزال الحوز.
تكشف الشكاية أن رئيس بالمجلس الجماعي لإجوكاك، قام بإيفاد نائبه موضوع الشكاية، ليقوم مقامه لدى المصالح الجمركية بميناء طنجة المتوسط لتسلم هبة مقدمة من طرف جمعية بلجيكية، عبارة عن شاحنة من الحجم الكبير محملة بالمساعدات لفائدة متضرري زلزال الحوز والتي ستستفيد منها ثلاثة جمعيات بتراب الجماعة.
تضيف الشكاية، أن بعد انتهاء جميع الإجراءات وإخراج الشاحنة من الميناء، وعوض أخذ الشاحنة إلى مقر الجماعة، حيث يتم فتحها وفق البروتوكول المتعارف عليه وبحضور رجال السلطة المعنية، قام بوضع الشاحنة بين يدي سيدة بمدينة مراكش.
خيانة الأمانة..
الرئيس الذي اتهم نائبه بـ”خيانة الامانة”، أشار في الشكاية الموجهة لوكيل الملك بمراكش، أن فتح أختام الشاحنة، مفروض أن يتم في بمقر الجماعة، وبحضور الموظف المسؤول على التسليم، وإعداد محضر في الموضوع.
وأشارت الشكاية إلى أن الوكالة التي منحها الرئيس لنائبه، لا تخول له فتح الشاحنة ولا التصرف فيها، بل أن تبقى في عهدته إلى أن يسلمها إلى الجماعة، الأمر الذي اعتبره رئيس جماعة إجوكاك “خيانة للأمانة هو ومن معه، وأن ما قام به سرقة، لأن محتوى الشاحنة في ملكية الجماعة”.
وقال رئيس الجماعة، وفق المصدر نفسه، إنه وقع اتفاقا مع مصالح الجمارك يمكن هذه الأخيرة من تفقد السلع موضوع الشحنة، مما قد يعرض الجماعة في حال ثبوت تبديد للسلع إلى غرامات ثقيلة، لهذا “حمل نائب مسؤولية ضياع هذه الشحنة”.
حالات مشابهة مَخفية
في تعليق على الموضوع، قال الناشط الحقوقي، محمد الهروالي، إن فاجعة زلزال الحوز عرفت كوارث حقيقة أكبر من الزلزال بنفسه، بداية من التسول لحظتها بالضحايا وحرمان العديد منهم من المساعدات التي خصصتها الدولة.
وأضاف محمد الهروالي، أنه كان بإمكان رئيس جماعة إجوكاك أن لا يتقدم بشكاية لدى النيابة العامة، ولن تصل هذه الخروقات المحتملة للرأي العام، مشيرا إلى أن هناك العديد من الحالات التي تحوم حولها شبهات لكن لم تقدم فيها شكايات.
عشوائية وتدبير تقليدي
وسجل المتحدث في تصريح “للعمق”، وجود “عشوائية” في تدبير آثار زلزال الحوز، من علامتها “حرمان عدد الضحايا المستحقين للدعم، مقابل استفادة آخرين من التعويضات دون وجود ضرر”.
ومن علامات العشوائية أيضا، أشار الهروالي إلى وجود حالة أجنبية، أراد بناء مساكن للضحايا، إلا أنه واجه عدد من المشاكل في استصدار الرخص سواء من عند السلطات المعيّنة أو المنتخبة.
وعن أسباب هذه “العشوائية”، ردها المتحدث إلى الاعتماد على طريقة تقليدية في إحصاء وجمع المعطيات عن الضحايا، “عن طريق الشيوخ والمقدمين، علما أن المشكل أكبر، وكان يجب أن تكون فيه لجان مختلطة بين جميع الوزارات المعنية وكل المتدخلين”.
واسترسل الهروالي أن زلزال الحوز أبان أن المغرب غير مستعد لأي كارثة، وليس لديه تنظيم عالي لمواجهة الأزمات الكبيرة، وأن التعامل التقليدي مع مثل هذه الفواجع يفاقم العشوائية.