الروس يحاصرون كييف و الرئيس الأوكراني يقول: بعد أن قالوا لنا نحن معكم، تركنا الغرب نواجه روسيا لوحدنا، وأوكرانيا تطلب من تركيا إغلاق المضايق في وجه الروس
محمد حميمداني
أعلنت الخارجية التركية، الجمعة 25 فبراير/شباط الجاري، أن تركيا قد تغلق مضيق البوسفور والدردنيل أمام مرور السفن الحربية، وذلك على خلفية الأوضاع الدائرة في أوكرانيا، وبعد تلقيها طلبا في الموضوع من أوكرانيا، لكنها أضافت أنه حتى في هذه الحالة، سيكون لروسيا الحق في استخدام المضايق لإعادة أسطولها لقواعده، والرئيس الأكراني حانق على الرغم الذي تركه لوحده، فيما مستشاره يتقرب للروس بعدما فهمت أوكرانيا الدرس و أنها لوحدها في مواجهة أقوى الجيوش العالمية.
الرئيس الأوكراني حانق على أمريكا والغرب الذين تخلوا عن نظام حكمه حيث قال: بعد أن قالوا لنا نحن معكم، تركنا الغرب نواجه روسيا لوحدنا.
فيما مستشار الرئيس الأوكراني يخفف من حدة الصراع مع موسكو ويطلب ود هاته الأخيرة بعدما فهم الأوكرانيون أن لا وجود لحلفاء غربيين وأن النار ستلتهمهم لوحدهم، حيث قال: نريد السلام، وإذا كانت المفاوضات لا تزال ممكنة فـ “يجب إجراؤها”.
وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أكد وفق ما نقلته وسائل إعلام تركية، أن أوكرانيا طلبت رسمياً من أنقرة إغلاق المضياق أمام مرور السفن الحربية الروسية.
وأضاف المسؤول التركي: “أحكام اتفاقية مونترو واضحة ودقيقة للغاية، وحتى اليوم لم تتردد تركيا في الامتثال لاتفاقية مونترو، الحرب التي لا تكون تركيا طرفاً فيها يمكن اتخاذ إجراءات ضد الدول المشاركة فيها”.
وتابع قائلا :”يمكن لتركيا تقييد مرور السفن الحربية عبر المضائق، ومع ذلك تنص اتفاقية مونترو أيضاً على أن سفن الدول المشاركة في الحرب يمكنها العودة إلى قواعدها”.
يأتي هذا الرد من أنقرة عقب طلب تقدمت به الحكومة الأوكرانية في الموضوع، الخميس الماضي، يقضي بطلب إغلاق المضايق والمجال الجوي أمام روسيا، بعد بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
طلب نقله السفير الأوكراني لدى أنقرة، فاسيلي بودنار، والذي قال “أتوجه إلى الإدارة التركية بطلب مساعدة أوكرانيا. نطالب بإغلاق الدردنيل، ونريد فرض عقوبات على الجانب الروسي وتجميد أصول الروس هنا”.
الهجوم الروسي على أوكرانيا حساب منطق الربح والخسارة
هجوم كاسح شنته روسيا جوا وبحرا وبرا، استهدف البنى التحية العسكرية، ومنظومة التحكم والسيطرة والاتصال، لعزل الوحدات الأوكرانية، وضرب المطارات من أجل تحييد الأسطول الجوي الأوكراني هي الخلاصات العامة لأول يوم ن الحرب، التي جهز لها الروس قرابة 100 ألف شخص، فيما هزت الانفجارات وإطلاق النار المدن الرئيسية مع ورود أنباء عن مقتل العشرات.
الأمريكيون والأوكرانيون يقولون إن الوجهة الروسية “كييف” من أجل إسقاط الجكومة، وكانتروسيا قد سيطرت أمس على محطة تشيرنوبيلللطاقة النووية، شمال كييفوتقترب من كييف التي حاصرتها من جميع الجهات.
العقوبات الغربي بعبع في جبل ذمار
أوروبا المسربة للدعم اللفظي ومعها الولايات المتحدة الأمريكية تتوعد موسكو بالعقوبات، تاركة أوكرانيا الدولة وسكانها البالغ عددهم 44 مليون نسمة، تحت رحمة الروس.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعبر رسالة تلاها رئيسا مجلسي البرلمان الفرنسي الجمعة، قال إن العقوبات الأوروبية ستستهدف “أكبر القادة” الروس على خلفية غزو أوكرانيا، مؤكدا أن “المجلس الأوروبي قرر أمس (مساء الخميس) سلسلة من العقوبات غير المسبوقة تشمل روسيا وبيلاروسيا. وأن هاته العقوبات ستطال شخصيات روسية بينهم كبار قادة الاتحاد الروسي”.
وكانت مصادر أوروبية قالت لوكالة فرانس برس إن القرارات ستشمل تجميد أصول الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، ووزير خارجيته “سيرغي لافرورف” في الاتحاد الأوروبي.
والروس لا يعيرون التخويف الغربي أية قيمة لمعرفتهم أنه “بعبع” يخيف الغرب المتهالك اقتصاديا، والغائر في بحر المعاناة الناجمة عن كورونا وخلاصاتها الاقتصادية المدمرة، والسوق العالمية تشتعل بثقل أزمة يعي الغرب أنه في غنى عن آثارها التذميرية للاقتصادات الغربية قبل الروسية المدعومة صينيا.