تُعتبر قضايا العنف المنزلي من المواضيع الحيوية التي تستحوذ على اهتمام الجميع، حيث تبرز النساء كضحايا رئيسيين. ومع ذلك، توجد فئة أخرى غالبًا ما تُغفل في هذه النقاشات: الرجال الذين يتعرضون للعنف من قبل شريكاتهم. إن تسليط الضوء على هذه الظاهرة يجب أن يتم بشكل موضوعي وعلمي بعيدًا عن الأحكام المسبقة، ليُصبح أساسًا لبداية حوار شامل ومبني على الحقائق.
تعريف العنف ضد الرجال:
العنف ضد الرجال يمكن أن يُعرَّف بأنه أي نوع من الاعتداء الجسدي أو النفسي يتعرض له الرجل من قبل شريكته. وقد يأخذ هذا العنف عدة أشكال، منها:
العنف الجسدي: مثل الضرب أو الاعتداء الجسدي.
العنف النفسي: تتعرض العديد من الرجال للتلاعب النفسي، والتنمر اللفظي، والتقليل من شأنهم.
العنف الاقتصادي: في بعض الحالات، تستغل النساء الوضع المالي أو تشدد الخناق المالي على شريكهن.
أسباب المشكلة:
الوصمة الاجتماعية: يعاني العديد من الرجال من وصمة العار المرتبطة بالإبلاغ عن تعرضهم للعنف. تعتبر الأعراف الاجتماعية أن الرجل يجب أن يكون “قويًا” و”لا يُظهر الضعف”. هذه الأفكار قد تدفعهم للصمت.
النقص في الدعم الاجتماعي: تفتقر المؤسسات المجتمعية إلى البرامج والمساعدات المخصصة للرجال الذين يتعرضون للعنف، مما يجعلهم يشعرون بالوحدة والعزلة.
غياب التوعية: غالبية حملات التوعية تركز على العنف ضد المرأة فقط، مما يؤدي إلى عدم إدراك المجتمع لحقيقة تعرض الرجال أيضًا للعنف.
أثر العنف على الرجال:
تعدد الآثار السلبية لعنف الشريك، وتشمل:
الصحة النفسية: تتسبب التجارب السلبية في مشاكل نفسية عديدة مثل الاكتئاب والقلق، مما يؤثر سلبًا على جودة الحياة.
العلاقات الاجتماعية: يعاني الرجال من صعوبة في بناء أو الحفاظ على العلاقات الصحية نتيجة آثار العنف.
التوحد والانعزال: بسبب الخوف من الحكم عليهم، قد ينزوي الضحايا، مما يزيد من معاناتهم.
ضرورة التوعية:
للتغلب على هذه الظاهرة، يجب العمل على:
تعزيز برامج الدعم: يجب إنشاء مراكز خاصة تقدم الدعم النفسي والمساعدة القانونية للرجال الذين يتعرضون للعنف.
تعديل الخطاب الإعلامي: العمل على تغيير الطريقة التي تُعرض بها قضايا العنف في وسائل الإعلام، لتشمل تجارب الرجال أيضًا.
الحوار الأسري: تشجيع الأسر على فتح حوار حول مفهوم العنف، مما يساهم في نشر الوعي وتقليل الوصمة.