عزيز لعويسي
وتساقط الطغاة تباعا ..كما تساقط جدار برلين .. كما تساقط فرعون وقيصر وكسرى .. كما تتساقط أوراق التوت في باحات الربيع الساكن .. ساقوا الشعب كما تساق القطعان .. وأحكموا القبضة عليه باسم الثورة و الحرية .. باسم الوحدة والقومية .. باسم الجمهورية والجماهيرية .. وعضوا على الكراسي البرونزيــــــــــــــــة بالنواجذ .. وبنوا المجد والسلطان بالقهر والطغيان .. وأعلنوا الحرب على من يتمرد ويعلن العصيان .. وصار الشعب قصيدة بلا عنوان .. وأضحت الجماهير” كومبارس”يؤثث البنيـــــــــان..
وصلوا إلى القمة باسم الشعب .. على أكتاف الشعب .. وبنــــــــــوا عروشا وبيوتا من عاج وقالوا بغباء .. نحن ومن بعدنا الطوفان .. نحن المجد .. نحن السلطان .. نحن الأسياد وأنتم القطعان والجرذان .. ظنوا بغباء .. أن الشعوب ماتت .. وأن الأوطان الجريحة تحجرت.. ولم يظنوا أبــدا.. أن الشعوب المعاقة ستنهض من تحت الرماد .. لتحول ربيعهم الساكن إلى ربيع جارف .. يتعـقبهم كالكوابيــس المزعجــة .. دار دار.. بيت بيت .. زنكة زنكة..
ظنوا بغباء أن الشعوب “خرفــان” يتحكم في حركاتها وسكناتها القبطان.. وتناسوا أن الشعوب “بركان” شرس إذا ثـــــار .. لا ينفع معه قهر ولا حديد ولا نــار .. وتجاهلوا ويتجاهلون أن الخسران لكل من عبث بالأمانة وخـــان .. وأن ” كل من عليها فـــان ..” مهما كان وكــــان …