الذكاء الإصطناعي الخطر القادم الذي يهدد البشرية

أصاب التطور السريع في مجال “الذكاء الاصطناعي” الجميع بمن فيهم باحثي وعلماء الذكاء الاصطناعي أنفسهم بالخوف من أن ينافس الذكاء البشري، أو يتفوق عليه، إذ يجادل البعض بإمكانية استخدام هذه التقنية لتوليد معلومات خاطئة يمكن أن تزعزع استقرار المجتمعات، ووفقا لأسوأ السيناريوهات المطروحة، يميل البعض إلى الاعتقاد بأن الآلات قد تتولى زمام الأمور؛ كما قد يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي في صنع الأسلحة الكيميائية، وأسلحة الدمار الأخرى، إلى عواقب لا يمكن تخيلها.

 

 

وعلى الرغم من الإيجابيات الي يحملها الذكاء الاصطناعي واستخداماته المتعددة في الكثير من المجالات، إلا أن هناك مخاوف جمة من تأثيره على سوق العمل والخصوصية والأمن. حتى بات البعض يُنادي بضرورة وضع ضوابط أخلاقية وقانونية لضمان استخدامه بما يحقق مصلحة البشرية. لكنًّ النقاش مازال مستمراً حول كيفية تعظيم فوائد الذكاء الاصطناعي والحد من مخاطره المحتملة.

 

 

ومن هذا المنطلق، نسعى في هذا المقال للتعرض لهذا المفهوم لبيان ملامحه، والتعرف على شكل الحياة البشرية في ظله، وما إذا كان سيفصل الإنسان عن مُحيطه الاجتماعي، مع إبراز الإيجابيات والتهديدات المترتبة عليه، والتطرق أيضًا لعلاقة الذكاء الاصطناعي بالسيبرانية وشبكات التواصل الاجتماعي، والإشارة للقواعد الأخلاقية التي يجب أن تحكم العلاقات بين الإنسان والآلة في ظل الذكاء الاصطناعي، قبل أن ننتهي إلى التطرق لشكل المُستقبل الذي ينتظر العالم في ظل الذكاء الاصطناعي.

 

 

بداية ظهور المفهوم؟

 

 

صك مصطلح “الذكاء الاصطناعي” العالم جون مكارثي في عام 1956، حيث نشر مع فريقه بحثًا في جامعة دارتموث يناقش فيه فكرة تطوير أنظمة الحاسوب التي تتمتع بقدرات مماثلة للذكاء البشري . ومنذ ذلك الحين، توسعت فكرة الذكاء الاصطناعي وتطورت تقنياتها وأدواتها، وأصبحت من أهم مجالات علوم الحاسوب والتكنولوجيا في العصر الحالي، وباتت تطبق في المجالات المختلفة كالطب، والتجارة، والتمويل، والتصنيع، والروبوتات، وغيرها.

 

 

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

 

 

يعتبر الذكاء الاصطناعي مجالًا رئيسيًا في علوم الحاسوب، يركز على تطوير تقنيات وأنظمة تمكن الحواسب من تنفيذ مهام تشبه ما تنهض به القدرات الذهنية البشرية، مثل الاستنتاج والتعلم والتفاعل مع البيئة المحيطة. كما ترتكز فلسفة الذكاء الاصطناعي على فكرة النمذجة الرياضية للذكاء (الخوارزميات)، والتي تعتمد على الاستنتاج الذاتي والتعلم الذاتي. ويتمثل الهدف الرئيسي للذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة ذات قدرات ذهنية تساعد على حل المشاكل المعقدة في المجالات المختلفة.

 

 

 

وفي هذا السياق، يُعرَّف الذكاء الاصطناعي في أبسط معانيه على أنه القدرة على جعل الآلات تؤدي مهاماً تتطلب عادةً ذكاءً بشرياً مثل الإدراك والتعلم وحل المشكلات. وقد بدأ الاهتمام بالذكاء الاصطناعي في الخمسينيات من القرن الماضي واليوم أصبح حقلا بحثيا نشطا ومثمرا، مدفوعاً بتوافر البيانات الضخمة وقوة الحوسبة الهائلة.

 

 

تطبيقات الذكاء الاصطناعي وكيفية عمله؟

 

 

في الأشهر الأخيرة، ظهرت عدة تطبيقات قوية وفعالة تعمل بالذكاء الاصطناعي على مستوى عالٍ للغاية، ومنها: ” ChatGPT”، و”Snapchat My AI”، و” Bing Ai” و”Bard”، وهي أمثلة على الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يستخدم كميات هائلة من بيانات المصدر نفسه لإنشاء محتوى جديد “أصلي” يبدو كما لو كان أُنشئ بواسطة إنسان .

 

 

وتقترن هذه التطبيقات ببرنامج يعرف باسم “Chatbot“، يتواصل مع المستخدم عبر رسائل، دون أن يشعر المستخدم أن من يتحدث إليه هو مجرد أداة؛ ويمكن لهذه التطبيقات: الإجابة على الأسئلة، ورواية القصص، وإنشاء برمجيات جديدة، وكشف الثغرات في القائم منها. ومن المتوقع أن يتوسع الذكاء الاصطناعي ليشمل جميع الاستخدامات اليومية؛ نظرًا لتطوره واحتمالية تقليل تكلفته في المستقبل القريب.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.