افتُتح عشية الجمعة (9 أبريل الجاري)، الملتقى العلميَّ بمركزُ الندوات والتكوينات بجامعة الأخوين بإفران، بتنظيم مشترك بين كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس- الرباط، وكلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة الأخوين- إفران، ومجلس الجالية المغربية بالخارج.
ويطمح هذا الملتقى إلى أن يتحول في الدورات القادمة إلى “ملتقى دولي يستضيف مغاربة العالم المشتغلين في ميدان العلوم الاجتماعية، لتبادل الخبرات والتجارب مع الأساتذة الباحثين، وطلبة سلك الدكتوراه في الجامعات المغربية.”
ووَفق بلاغ للجنة العلمية لربيع العلوم الاجتماعية، فإن هذه الدورة الأولى حضرها باحثون في العلوم الاجتماعية من مختلف المؤسسات الجامعية المغربية، إضافة إلى باحثين من حقول السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا والتاريخ وعلم النفس والفلسفة والآداب واللغات.
وفي كلمة باسم “اللجنة العلمية” في افتتاح هذا الملتقى، قال عالم الاجتماع عبد الرحيم العطري إن التحديات التي يواجهها المغرب “لا تكمن حصرا فيما هو تقني صرف”، بل هي “مرتبطة بمعاني الأشياء وتمثلاتها الاجتماعية، وهو ما لم نشتغل عليه، ربما، بمقاربات التكامل المعرفي والعبر تَخصّصيّة”.
وذكرالاستاذ العطري أن هذا الملتقى العلمي ينتصر لـ”ثقافة الاعتراف والسؤال”، آملا “الإسهام في كتابة تاريخ مختلف من النقاش والحوار التعددي”.
كما يطمح “ربيع العلوم الاجتماعية”، وفق العطري، إلى الإسهامَ في “بناء وتجذير ثقافة الجماعة العلمية”، و”الترافع بشأن الحاجة إلى العلوم الاجتماعية”، والتنبيه إلى التحديات التي “توجب الانتقال بنقاشاتِنا المجتمعية والعلمية من الأداء الانتظاري إلى مستويات عليا من التفكير الإيجابي والحوار الجاد والرصين والمبادرة والاقتراح”.
وفي اللقاء الافتتاحي نفسه، قال إدريس أوعويشة، الوزير المنتدب المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إن اللقاء كان ثمرة لـ”مجهود تشاركي بين ثلاث مؤسسات عتيدة، تؤمن بأهمية التعاون والبحث العلمي في سبيل كسب الرهان ومواجهة التحديات”.
في كلمة باسم “اللجنة العلمية” في افتتاح هذا الملتقى، قال عالم الاجتماع عبد الرحيم العطري إن التحديات التي يواجهها المغرب “لا تكمن حصرا فيما هو تقني صرف”، بل هي “مرتبطة بمعاني الأشياء وتمثلاتها الاجتماعية، وهو ما لم نشتغل
ذكر أوعويشة أن وزارته “تسير في اتجاه الدعم المتواتر للعلوم الاجتماعية والإنسانية، لتكون في خدمة كل مشروع معرفي ينتصر للشراكة والتعاون البنّاء”. كما تحدث عن عدم جدوى السياسات العمومية “دون تدخّل مستمر للباحثين في العلوم الاجتماعية على مستوى الاقتراح والإعداد والتنفيذ والتقييم”، لأنها معارف يمكن أن تكون حاضرة ومؤثرة في صناعة القرار في “كل مراحل التخطيط والاستهداف التنموي”.
بدوره، أكد عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن “لا سياسات ناجعة دون فهم للتطورات عبر دراسات ميدانية” لا يمكن أن تُجرى إلا عبر “العلوم الاجتماعية”.
وتحدث بوصوف عن مجلس الجالية بوصفه “مؤسسة وطنية تعنى بتقييم السياسات العمومية وتقديم آراء استشارية لبلورة سياسات عمومية تستجيب لحاجيات الجاليات المغربية بالعالم”، مضيفا أن هناك “ارتباطا وثيقا” بين العلوم الاجتماعية وبين الجالية المغربية، عبر “بلورة سياسات عمومية ناجعة مستقاة من التطورات المختلفة التي عرفتها وتعرفها الجالية خلال سنين طويلة”.
حول عمل المجلس لتوفير “المعرفة العلمية”، استحضر بوصوف فترة إنشائه التي وجد فيها “ما لا يزيد عن خمسة كتب عن الجالية والهجرة بصفة عامة”، لتصل اليوم الكتابات في هذا المجال إلى “160 عنوانا حول مختلف اهتمامات الجالية، من الثقافة والدين والرياضة والكفاءات والمواطنة ومقاربة النوع والشباب والمشاركة السياسية”. وهي منشورات من المرتقب أن يوفرها مجلس الجالية المغربية بالخارج بصيغة رقمية عبر تطبيق خاص يُشتغَل على تصميمه حاليا.
من جهته، أبرز أمين بنسعيد، رئيس جامعة الأخوين، أهمية هذا الاجتماع في تدارس قضايا الاجتماع “التي لها قيمة ثمينة لتقديم تحليل علمي رصين، يسمح لمنتج السياسات بالتخطيط التنموي”، مضيفا أن “الأخوين” تعتبر أن هذه العلوم “لا يمكن أن تكون فاعلة بعيدا عن التدخل التنموي والفعل الإنساني، على المستويين الفردي والمجتمعي”.