اقترحت وزارؤة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالنسبة لخطبة اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024، خطبتين موحدتين:
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، فرض على عباده أحبَّ الطَّاعات إليه، والصَّلاة والسَّلام على أشرف المرسلين سيِّدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد، فيا أيها الإخوة المؤمنون، يقول الله تعالى في الحديث القدسي السَّالف الذِّكر: «وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضت عليه». وهو واضحُ المعنى جلي البيان في أنَّ القرب من الله تعالى في أداء فرائضه، وإقامة شرائعه التي أوجبها، وإذا أدرك المسلم هذا المعنى نَشِطَت للعبادة أعضاؤه، ولاَنَ لها جِلْده وقلبه، كما قال الله تعالى:
﴿ اِ۬للَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ اَ۬لْحَدِيثِ كِتَٰباٗ مُّتَشَٰبِهاٗ مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ اُ۬لذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمُۥٓ إِلَيٰ ذِكْرِ اِ۬للَّهِۖ ذَٰلِكَ هُدَي اَ۬للَّهِ يَهْدِے بِهِۦ مَنْ يَّشَآءُۖ وَمَنْ يُّضْلِلِ اِ۬للَّهُ فَمَا لَهُۥ مِنْ هَادٍۖ﴾ [4]
ذلك ما يفضي إليه إقام الصَّلوات الخمس، وإيتاءُ الزَّكاة، وصومُ رمضانَ، وحجُّ بيتِ الله الحرام. وستُخصص لكلِّ واحد منها خطبة لبيان دورها في ترسيخ الإيمان وتقويته؛ لتعم بنورها الحياة كلها في جميع الأحوال، عبادةً ومعاملةً وسلوكاً.
ألا فاتقوا الله عباد الله، واعرفوا فضله وآلاءه عليكم، واشكروه على نعمه يزدكم، وأكثروا من الصَّلاة والسَّلام على نبي الرَّحمة، ورسول الهدى والنُّور، سيدنا محمد، فاللهم صلِّ وسلِّم على سيِّدنا محمد عدد خلقك، ورضى نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، وارض اللهم عن الخلفاء الرَّاشدين أبي بكر وعمر عثمان وعلي، وعن باقي الصَّحابة أجمعين، خصوصاً الأنصار منهم والمهاجرين، والتَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وعنَّا معهم برحمتك يا ربَّ العالمين.
وانصر اللهم من وليته أمر عبادك، وبسطت يده في أرضك وبلادك، مولانا أمير المومنين جلالة الملك محمداً السَّادس نصراً عزيزاً تعز به الدِّين، وترفع به راية الإسلام والمسلمين. اللهم احفظه بحفظ كتابك، وأيده بجميل تأييدك، وأقر عين جلالته بولي عهده المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزر جلالته بشقيقه السَّعيد، مولاي رشيد، وبباقي أفراد الأسرة الملكية الشَّريفة، إنَّك سميع مجيب.
وتغمد اللهم بواسع فضل جودك، وكرم عطائك، وسحائب رحماتك، الملكين الجليلين مولانا محمداً الخامس، ومولانا الحسن الثاني، اللهم طيِّب ثراهما، وأكرم مثواهما، واجعلهما في مقعد صدق عندك.
اللهم افتح لنا أبواب الخير في طاعتك، وجنبنا أبواب الشَّر في معاصيك، وارزقنا لذَّة عفوك وحلاوة مغفرتك، والسَّلامة من كلِّ إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنَّجاة من النَّار.
ربنا آتنا في الدُّنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النَّار.
سبحان ربِّك ربِّ العزة عمَّا يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.