انعكاسات وخيمة خلّفها شُحّ التساقطات المطرية هذه السنة واستمرار الجفاف المخيّم على المملكة للسنة الخامسة على التوالي، حيث تمركزت نسبة البطالة المسجّلة خلال الفصل الأوّل من السنة الماضية، بشكل مطلق، في العالم القروي.
المعطيات الصادرة عن وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات تفيد بأن نسبة 96 في المئة من مجموع مناصب الشغل التي تم فقدانها خلال الفصل الأول من 2023، كانت في العالم القروي، وهي مناصب شغل غير مؤدى عنها.
وقالت الوزارة الوصية على قطاع التشغيل، في جواب على سؤال كتابي للنائبة البرلمانية نعيمة فتحاوي، عن مجموعة العدالة والتنمية، إن معظم مناصب الشغل المفقودة في الفصل المذكور لها ارتباط بشكل مباشر أو غير مباشر بالقطاع الفلاحي، إذ بلغ عدد المناصب التي فقدت في هذا القطاع 247 ألف منصب شغل.
وعلى غير العادة، يورد المصدر ذاته، فإن قطاع الخدمات عرف فقدان 56 ألف منصب شغل، معظمها مرتبطة بالأنشطة التجارية، في حين فُقد 38 ألف منصب شغل بالأنشطة الصناعية التقليدية، التي تتميز أيضا بتواجد المساعدين العائليين (شغل غير مؤدى عنه).
وعرف الفصل الأول من سنة 2023 فقدان 280 ألف منصب شغل، حيث سجّل معدل البطالة ارتفاعا بنسبة 0.8 في المئة مقارنة بالفصل نفسه من سنة 2022، غير أن هذا الارتفاع، بحسب الوزارة، يبقى أقل حدة مقارنة مع الارتفاع المسجل خلال الفصل ذاته من سنة 2021 الذي بلغ نقطتين، و2020 (1.4 نقطة).
علاقة بذلك، قالت الوزارة إن الجهود التي تبذلها الحكومة في مجال تطوير فرص التشغيل بالنسبة لمختلف الباحثين عن الشغل، بمن فيهم حاملو الشهادات العليا، مكنت من إدماج نحو 6000 شخص من حاملي الشهادات خلال الفصل الأول من سنة 2003.
وبحسب المصدر نفسه، فإن خريجي التعليم العالي يمثلون نسبة 28 في المئة من مجموع المسجلين في الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، حيث بلغ عددهم إلى غاية شهر مارس من السنة الفارطة 514 ألفا و983 شخصا.