يبدو أن القناصلة المتعاقبين على الجزيرة الخضراء ما زالوا لم يستوعبوا بعد قيمة المحافظة على الأرشيف الخاص بقضايا المهاجرين المغاربة المقيمين داخل منطقة النفوذ،وحيث أن القنصلية العامة بالجزيرة الخضراء كان مقرها يتواجد في مدينة “مالقا” قبل أن تنقل إلى مقرها ما قبل الحالي ببضعة أمتار فقط لتستقر بصفة نهائية وتشهد أوراشا إصلاحية مهمة أهمها تصنيفها ك”قنصلية نموذجية” تخضع لمعايير الإدارة الحديثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
هذا التحديث الإيجابي طبعا لا يمكن إلا أن ينوه به ويصفق عليه،فهو يعبر عن إرادة حقيقية لملك البلاد في الرقي بالخدمات القنصلية المغربية المتواجدة عبر العالم لما فيها من إنعكاسات على صورة المغرب سواء تعلق الأمر بالبنيات التحتية أو جودة الخدمات المقدمة للمرتفقين المغاربة والأجانب،غير ان هناك أمور تبقى خفية شأنها شأن العديد من المشاكل التي تعترض مغاربة المهجر والتي يمكن تصنيفها في خانة “الخطيرة” باعتبار المؤسسة الديبلوماسية المذكورة تخضع لقانون يضمن لكل مواطن الحق في الرجوع إلى أرشيف الوثائق المنجزة بذات الإدارة كلما تطلب الأمر ذلك لسبب بسيط ألا وهو وجود مكتب خاص بالأرشيف يسهر على تنظيمه وحفظه موظفون يتقاضون رواتبهم من وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
ولتسليط مزيد من الضوء على هذا الملف الخطير الذي تلقت “هبة بريس” شكايات بشأنه ويتعلق بضياع العديد من الوثائق الإدارية بسبب عملية”الرحيل” التي يبدو أنها كانت عشوائية إلى حد الفوضى رغم الميزانيات التي ترصدها الوزارة الوصية في هذه الحالات لضمان إنتقال الأجهزة والمستنذات في أحسن الظروف سيما وأن بعضها غالبا ما يكون محاطا بسرية تامة خوف وقوعه في أيدي غير أمينة وبالتالي تضع أسرار الدولة فوق كف عفريت يستغلها لمآرب سياسية قد تثير الكثير من القيل والقال في ظل التحركات التي تقوم بها جبهة “البوليساريو” على مستوى مدينتي “مالقا والجزيرة الخضراء”.
حفل قص الشريط إيذانا بافتتاح القنصلية النموذجية بالجزيرة الخضراء حضرته إلى جانب الوزير المنتذب السيد “بنعبد القادر” سفيرة المغرب السيدة “كريمة بنيعيش” إضافة إلى وفد مهم يمثل المصالح المغربية الملحقة في الجنوب الإسباني وعدد من المسؤولين الإسبان، حيث ألقيت كلمات بالمناسبة تنوه بالإصلاحات التي تشهدها مختلف البعثات الديبلوماسية والقنصلية في الخارج ، وهذا يبعث على الفخر والإعتزاز ومواصلة العمل من أجل تحقيق الأهداف التي سطرتها الدولة للقطع مع الماضي وبلورة رؤية جديدة تعيد الثقة بين المهاجر ومؤسساته.
فهل ستفتح وزارة السيد “بوريطة” تحقيقا في موضوع ضياع الوثائق الخاصة بمغاربة العالم في قنصلية الجزيرة الخضراء التي لا محال أنها ستصنف كذلك ضمن القنصليات النموذجية في الإهمال وتعطيل مصالح المغاربة ولنا من الشكايات ما يفيد .