التهاب الأوعية الدموية Vascularite

بقلم د. مبارك أجروض

 

يعني التهاب الأوعية الدموية vascularite التهاب الوعاء الدموي. هناك العديد من أنواع الالتهاب الوعائي، وكلها ناتجة عن Cellules immunitaires spécialisées، Tels que les neutrophiles, les lymphocytes, les éosinophiles et les cellules géantes multinucléées. في التهاب الأوعية الدموية، تتلف الخلايا المناعية الأوعية الدموية وتمنعها من العمل بشكل طبيعي. والأوعية الدموية هي عبارة عن أنابيب مجوفة تحمل الدم في جميع أنحاء الجسم، والمساحة المفتوحة في المركز تسمى التجويف وهي محاطة بجدار الوعاء. الالتهاب في التهاب الأوعية الدموية يتلف جدار الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض حجم تجويف الأوعية الدموية. نتيجة لذلك، يمكن أن يتدفق القليل من الدم عبر الأوعية الدموية، وقد يتسبب هذا في إصابة الأعضاء أو الأنسجة التي تتلقى الدم عادة من ذلك الوعاء الدموي.

من المعروف أن التهاب الأوعية الدموية يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم الأوعية الدموية عن طريق الخطأ. ويمكن أن يحدث بسبب عدوى أو دواء أو مرض آخر. وغالبًا ما يكون السبب غير معروف، ويمكن أن يؤثر التهاب الأوعية الدموية على الشرايين والأوردة والشعيرات الدموية فيحدث ضيق تلك الأوعية الملتهبة، ما يزيد من صعوبة مرور الدم، وفي بعض الأحيان إغلاق الأوعية الملتهبة بالكامل حتى لا يمر الدم وتمدد وضعف الأوعية الملتهبة لدرجة انتفاخها، والانتفاخ يسمى تمدد الأوعية الدموية. إذا انفجرت المنطقة المنتفخة أو المتوسعة، يمكن أن تسبب نزيفًا خطيرًا داخل الجسم. ويمكن أن تختلف أعراض التهاب الأوعية الدموية، ولكنها عادة ما تشمل الحمى والتورم والشعور العام بالمرض. ويكون الهدف الرئيسي من العلاج هو وقف الالتهاب، وغالبًا ما تكون stéroïdes والأدوية الأخرى لوقف الالتهاب مفيدة.

 

* أعراض التهاب الأوعية الدموية

تتضمن العلامات والأعراض العامة الشائعة في معظم أنواع vascularite fièvre، الصداع، التعب، فقدان الوزن، أوجاع وآلام عامة في الجسم، التعرّق الليلي، الطفح الجلدي، مشاكل الأعصاب، مثل التنميل أو الضعف وفقدان النبض في أحد أطراف الجسم.

 

* علامات وأعراض أخرى ترتبط بأنواع معينة من الالتهاب الوعائي

 

ـ متلازمة بهجت Syndrome de Behçet

تُسبب متلازمة بهجت التهابًا في الشرايين والأوردة، وعادةً ما تظهر في العقدين الثاني والثالث من العمر، وتشمل العلامات والأعراض تقرحات في الفم والأعضاء التناسلية، والتهاب العين، وآفات تشبه حب الشباب على الجلد.

 

ـ مرض بورجر Maladie de Buerger

يسبب هذا المرض التهابًا وجلطات في الأوعية الدموية الموجودة في اليدين والقدمين، ويمكن أن يسبب ألمًا في اليدين والذراعين والقدمين والساقين، وظهور تقرحات على أصابع اليدين والقدمين. ويرتبط هذا الاضطراب بتدخين السجائر. ويُطلق عليه أيضًا اسم Thromboanginite obstructive (Vascularitethrombotique).

 

ـ وجود الجلوبيولينات البردية في الدم Présence de cryoglobulines dans le sang

تنتج هذه الحالة المرضية عن وجود البروتينات الشاذة في الدم، وغالبًا ما ترتبط بعدوى الالتهاب الكبدي C، وتشمل العلامات والأعراض الطفح الجلدي، وألم المفاصل، والضعف، والتنميل أو الوخز.

 

ـ متلازمة شيرج ستروس Syndrome de Churg-Strauss

تعد هذه الحالة المرضية نادرة جدًا، وهي تؤثر بشكل رئيسي على الكلى والرئتين وأعصاب الأطراف. وتتباين الأعراض بدرجة كبيرة، وتشمل الربو وألم العصب وتغيرات في الجيوب الأنفية.

 

ـ التهاب الشريان ذو الخلايا العملاقة Artérite à cellules géantes

هذه الحالة المرضية هي عبارة عن التهاب في شرايين الرأس، وخاصة عند الصدغ، وعادةً ما تحدث لدى الأشخاص الذين يتجاوز عمرهم عن 50 عامًا. ويمكن أن يتسبب التهاب الشريان ذو الخلايا العملاقة في حدوث صداع وألم في فروة الرأس، وألم في الفك، وتشوش أو ازدواج الرؤية، وحتى العمى. ويُعرف أيضًا باسم artérite temporale.

 

ـ الورم الحبيبي الويغنري Granulomatose de Wegener

تسبب هذه الحالة المرضية التهابًا في الأوعية الدموية في كل من الأنف والجيوب الأنفية والحلق والرئتين والكليتين. وتشمل العلامات والأعراض احتقان الأنف والتهاب الجيوب الأنفية ونزيف الأنف، كما تظهر على الأنسجة المصابة تكتلات تعرف باسم granulomes. وإذا أصيبت الرئتان بهذه الحالة، فقد يصيبها السعال دمًا. وغالبًا ما تتضرر الكليتان، ولكن لا يعاني معظم الأشخاص من أعراض ملحوظة حتى يكون التلف قد وصل إلى مراحل متقدمة.

 

ـ فرفرية هينوخ شونلاين Purpura d’Hénoch-Schonlein

وهي عبارة عن التهاب يصيب الأوعية الدموية الصغيرة (vaisseaux capillaires) في الجلد والمفاصل والأمعاء والكلى. وتشمل العلامات والأعراض ألمًا في البطن، وظهور دم في البول، وألم المفاصل، وطفحًا جلديًا على المقعدة أو أسفل الساقين، وعادةً ما تؤثر فرفرية هينوخ شونلاين على الأطفال، لكنها يمكن أن تحدث في أي مرحلة عمرية.

 

ـ التهاب الأوعية الناتج عن فرط التحسس Vascularite d’hypersensibilité

تتمثل العلامة الرئيسية لهذه الحالة في ظهور بقع حمراء على الجلد، وعادة ما تظهر أسفل الساقين. ويمكن تحفيزها عن طريق أي عدوى أو رد فعل معاكس ناتج عن أي دواء.

 

ـ داء كاواساكي Maladie de Kawasaki

يصيب هذا الداء الأطفال في عمر أقل من 5 أعوام. وتشمل العلامات والأعراض الحمى والطفح الجلدي والتهاب العينين. ويعرف أيضًا باسم syndrome des ganglions lymphatiques cutanéomuqueux.

 

ـ التهاب الأوعية المجهري Vascularite microscopique

يصيب هذا النوع من الالتهاب الوعائي الأوعية الدموية الصغيرة، وعادة ما يصيب تلك الموجودة في الكليتين والرئتين، وقد يكون مصحوبًا بألم في البطن وطفح جلدي. وإذا أصيبت الرئتان بهذه الحالة، فقد يصحب ذلك سعال دائم.

 

ـ التهاب الشرايين العقدي المتعدد Périartérite noueuse

عادة ما يصيب هذا النوع من الالتهاب الوعائي الكلى والجهاز الهضمي والأعصاب والجلد، كما يرتبط غالبًا بعدوى الالتهاب الكبدي B. وتشمل العلامات والأعراض الطفح الجلدي، وألمًا في العضلات والمفاصل، وألمًا في البطن، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في الكلى.

 

ـ التهاب الشرايين تاكاياسو Artérite de Takayasu

يصيب هذا النوع من الالتهاب الوعائي الشرايين الكبيرة في الجسم، بما في ذلك aorte، وعادةً ما يحدث لدى السيدات الشابات. وتشمل العلامات والأعراض شعورا بالتنميل أو البرودة في الأطراف، وفقدان النبض، وارتفاع ضغط الدم، والصداع، وتغيرات في الرؤية.

 

* أسباب التهاب الأوعية الدموية Causes de la vascularite

لا يزال السبب الحقيقي للإصابة بهذا الالتهاب الوعائي غير واضح بالكامل، وقد تشمل المحفزات العدوى مثل الالتهاب الكبدي B والالتهاب الكبدي C، سرطانات الدم، maladies du système immunitaire، مثل polyarthrite rhumatoïde والذئبة وتصلب الجلد ورد الفعل تجاه أدوية معينة.

 

* مضاعفات التهاب الأوعية الدموية

يمكن أن يؤدي التهاب الأوعية الدموية إلى منع تدفق الدم الطبيعي، ما قد يؤدي إلى تلف أجزاء من الجسم. وتعتمد المضاعفات على أجزاء الجسم المتضررة ويمكن أن تكون مهددة للحياة؛ تمدد الأوعية الدموية أو dissection de l’aorte، عدم انتظام ضربات القلب، نزيف داخل الرئة والعمى. وعادة ما تكون مضاعفات artérite à cellules géantes غير مؤلمة ومفاجئة، وعادة ما تؤثر على عين واحدة فقط في كل مرة. ويكون خطر الإصابة بالعمى مع التهاب الشريان ذو الخلايا العملاقة أعلى بالنسبة للأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية أو malaise de l’artère périphérique؛ الصمم، تجلط الأوردة العميقة، الغنغرينا، النوبة القلبية، ارتفاع ضغط الدم، انخفاض ضغط الدم، cardiopathie ischémique، مرض كلوي، التهاب عضلة القلب، مضاعفات الحمل والسكتة الدماغية و attaques ischémiques transitoires (AIT).

 

* تشخيص وعلاج التهاب الأوعية الدموية

بالإضافة إلى الفحص الجسدي، سيقوم الطبيب بإرسال المريض لإجراء بعض الفحوصات التي تبين وجود التهاب في الجسم، وقد يتم TDM et angio-IRM، وقد يتم اللجوء إلى أخذ خزعة من الشريان الملتهب لتأكيد التشخيص. وسيركز العلاج على السيطرة على الالتهاب باستخدام الأدوية وعلاج أي مرض كامن يحفز الالتهاب الوعائي الذي يعاني منه المريض. وبالنسبة للالتهاب الوعائي، فقد يمر المريض بمرحلتين من العلاج، وهما وقف الالتهاب والوقاية من الانتكاس (thérapie d’entretien). تشمل كلتا المرحلتين أدوية موصوفة من الطبيب. وتتوقف نوعية الأدوية ومدة تناولها على نوع الالتهاب الوعائي والأعضاء المتضررة ومدى خطورة الحالة. ويحقق بعض الأشخاص نجاحًا أوليًا مع العلاج، ثم يعانون من نوبات احتدام المرض لاحقًا، أما البعض الآخر فقد لا يشفى أبدًا من الالتهاب الوعائي بشكل كامل، ويظل في حاجة إلى علاج مستمر. وتشمل الأدوية المستخدمة في علاج الالتهاب الوعائي ما يلي:

 

ـ الستيرويدات القشرية للسيطرة على الالتهاب Corticostéroïdes pour contrôler l’inflammation

قد يصف الطبيب أحد أدوية الستيرويدات القشرية مثل prednisone أو méthyle، prednisolone (Médrol). وتساعد هذه الأدوية في السيطرة على الالتهاب في الأوعية الدموية المتضررة. يمكن أن تكون الآثار الجانبية للستيرويدات القشرية شديدة، وخاصة إذا كان المريض يتناولها لفترة طويلة. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة زيادة الوزن والسكري وترقق العظام (ostéoporose). وفي حالة الحاجة إلى علاج طويل الأمد باستخدام الستيرويدات القشرية (علاج المداومة)، فسوف يتلقى المريض على الأرجح أقل جرعة ممكنة.

 

ـ الأدوية التي تؤثر على الجهاز المناعي Médicaments qui affectent le système immunitaire

إذا لم يكن المريض يستجيب للستيرويدات القشرية، فقد يصف له الطبيب أدوية toxique pour les cellules أو Immunosuppresseu. وتعمل هذه الأنواع من الأدوية على تدمير خلايا الجهاز المناعي التي تسبب الالتهاب أو الحد من وظيفتها. وتشمل هذه الأدوية azathioprine (azasan imuran) وméthotrexate (Trixal et Rhumatrix) وcyclophosphamide. تتضمن الآثار الجانبية المحتملة لـcyclophosphamide زيادة خطر الإصابة بالسرطان والعقم والعدوى، لذا على الرغم من فعالية هذا الدواء في السيطرة على الالتهاب، فإنه لا يكون دائمًا الخيار الأول، وخاصة في العلاج طويل الأمد.

ويعد عقار rituximab (rituxan) خيارًا آمنًا وفعالاً لعلاج بعض أنواع الالتهاب الوعائي، وقد ثبت أن rituximab يعد خيارًا جيدًا أيضًا في علاج المداومة، ما لم يكن المريض مصابًا بالالتهاب الكبدي B، ولكن من الآثار الجانبية لهذا العقار زيادة خطر Réactivation de l’hépatite B. وقد يتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه المريض في التكيف مع الالتهاب الوعائي وفي التكيف مع الآثار الجانبية للأدوية. وربما تفيده الاقتراحات التالية:

ـ التعرف كل ما بالاستطاعة معرفته عن الالتهاب الوعائي وعلاجه. والتعرّف على الآثار الجانبية المحتملة للأدوية التي يتم تناولها، وإخبار الطبيب عن أي تغيرات في الصحة، والالتزام باتباع خطة العلاج.
ـ اتباع نظام غذائي صحي، حيث يمكن أن يسهم تناول الأكل الصحي في الوقاية من المشكلات المحتملة التي قد تنتج عن الأدوية، مثل ترقق العظام وارتفاع ضغط الدم وداء السكري. فعلى المريض اختيار نظام غذائي غني بالفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، واللحوم الخالية من الدهن والسمك. وإذا كان يتناول أحد أدوية corticoïdes، فعليه بسؤال الطبيب عما إذا كان يحتاج إلى تناول مكملات الفيتامين D أو الكالسيوم.
ـ الحرص على تلقي التطعيمات الروتينية، مثل لقاحات الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.
ـ ممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.