التعليم عن بُعد: فرص وتحديات في ظل الجائحة
بقلم الأستاد محمد عيدني
في خضم الجائحة العالمية التي فرضت تغييرات جذرية على جميع مجالات الحياة، كان للتعليم نصيب من تلك التغيرات.
إذ انتقل ملايين الطلاب والمعلمين حول العالم من فصول التعليم التقليدي إلى منصات التعليم عن بُعد، مما أتاح لهم الفرصة للتكيف مع ظروف جديدة.
برزت إمكانيات جديدة وفُتحت أبواب لم تكن ملحوظة من قبل، ولكن في الوقت نفسه ظهرت تحديات عديدة تتطلب معالجة دقيقة وفعالة.
فرص التعليم عن بُعد:
الوصول العالمي:
ساهم التعليم عن بُعد في تجاوز الجغرافيات والعوائق الزمنية، مما سمح للطلاب في المناطق النائية بالوصول إلى مصادر تعليمية متقدمة بطريقة لم تكن ممكنة في السابق.
تنوع المحتوى التعليمي:
توفر المنصات التعليمية موارد متنوعة، تتضمن مقاطع الفيديو، والمحاضرات المباشرة، والمقالات، مما يتيح للطلاب اختيار الأسلوب الذي يناسبهم في التعلم.
تطوير المهارات التقنية:
أُتيحت الفرصة لكل من الطلاب والمعلمين لتحسين مهاراتهم في استخدام التكنولوجيا، مما يعزز من قدرتهم على التكيف مع متطلبات سوق العمل الحديثة.
تعليم مخصص:
يمكن للتعليم عن بُعد أن يوفر تجارب تعليمية مخصصة تلبي احتياجات الأفراد، مما يمكنهم من التعلم وفقًا لسرعتهم الخاصة.
تحديات التعليم عن بُعد:
فجوة رقمية:
لا يمتلك جميع الطلاب إمكانية الوصول إلى الإنترنت أو الأجهزة اللازمة، مما يزيد من الفجوة التعليمية بين الفئات المختلفة.
نقص التفاعل الاجتماعي:
التعليم عن بُعد قد يفتقر إلى التفاعل الشخصي، مما يؤثر سلبًا على التجربة التعليمية والشعور بالانتماء لدى الطلاب.
الإشراف والتوجيه:
يصعب على المعلمين متابعة تقدم الطلاب بشكل فعال كما في الفصول التقليدية، مما قد يؤدي إلى تراجع التحصيل الأكاديمي.
التحديات الدافعية:
يواجه العديد من الطلاب صعوبة في الحفاظ على دافعهم وتركزهم في بيئة التعلم عن بُعد، حيث قد تتداخل عوامل التشتيت في المنزل.
بينما أتاح التعليم عن بُعد فرصًا جديدة وغير مسبوقة، إلا إنه أيضًا واجه العديد من التحديات التي تستدعي اهتمام جميع الأطراف المعنية.
يتعين على المؤسسات التعليمية, الحكومات, وأولياء الأمور العمل سويًا لتجاوز تلك التحديات وتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانيات التعليم الرقمي، لضمان تعليم فعّال ومتاح لكافة الطلاب في جميع الظروف.