في ركن باب المسجد تجلس سيدة في الخمسين بملابس ممزقة متسخة ومهترئة ، وببنية جسدية هزيلة ، وأحذاء بالي تكتسوه أكوام من الغبار، وبصوت تغلب عليه نبرة حزن مصطنع يطلب العطف، نجد المتسولين بأحياء العاصمة وبكل مدن المملكة، يتخذ متسولون الشوارع والأزقة مقرات “عمل” لهم.
يتقمصون الشخصيات منذ طلوع الفجر وينتهون بعد منتصف الليل، منهم من يستعمل علب الأدوية حجة لتسوله ومنهم من يدعي إصابته بالسرطان، ومنهم من يوهم المارة بأنه سوري نازح من الحرب…
قصص متعددة ومختلفة، والهدف منها طلب الرأفة كي تمد يدك إلى جيبك وتخرج منه بعض القطع النقدية التي يحدد قيمتها عادة الشحاذ وتمنحها إياه، ليغرقك بعدها بدعوات الخير والنجاح التي تترك أثرا في نفسك، من قبيل “الله يفرجها عليك”.
هم أناس محترفون يمتلكون ملايين العقارات، بعدما صار التسول تجارة مربحة لا تبور مع مرور الأيام بالمغرب..يستعمل الكثير منهم رأفة الناس بهم وأريحية البعض الآخر لتكديس الأموال يوما بعد يوم، أو بتغيير الأماكن والمدن أحيانا، والهدف جمع أكبر عدد من الأموال لحماية النفس من غدر الزمن ونوائب الدهر.
ينتقلون من “طي الرّجل أو الذراع بشكل بارع إلى درجة يتخيل للناس أن الرجل فعلا ذو عاهة ويستحق الرحمة، إلى اكتراء أطفال ذوي إعاقات مختلفة، ثم طرق أبواب البيوت بعد ارتداء هندام محترم وطلب المعونة على أساس أن لديهم ميتا بالبيت”، كلها طرق تمثيلية كاذبة يتقمصها المتسولون بشوارع المملكة لإيهام الناس بأنهم يستحقون الصدقة.