توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) الناس بارتداء أغطية الوجه القماشية في الأماكن العامة عند وجود صعوبة في التباعد الاجتماعي. تستند هذه التوصية إلى أدلة تفيد بأن المصابين بCovid-19 يمكنهم نقل الفيروس قبل أن يُدركوا أنهم مصابون به، قد يساعد استخدام الكمامات في الأماكن العامة على تقليل نشر العدوى من قِبَل الأشخاص الذين ليست لديهم أعراض.
كما يُنصح عامةُ الناس بارتداء الكمامات القماشية غير الطبية. يمكن استخدام الكمامات الجراحية في حال توفرها. ولكن يجب أن يقتصر استخدامُ الكمامات الجراحية وكمامات N-95 على مزودي الرعاية الصحية في بعض المناطق التي تواجه نقصًا في تلك الكمامات، وعلى الأشخاص اتباع النصائح التالية:
ـ البقاء على بعد 6 أقدام (2 متر) على الأقل عن أي شخص خارج نطاق المقيمين في المنزل.
ـ غسل اليدين كثيرًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، أو استخدام مطهر يدوي يحتوي على الكحول بنسبة 60% على الأقل.
ـ وضع كمامة في الأماكن العامة، خاصة عند وجود صعوبة في التباعد الاجتماعي.
ـ تغطية الفم والأنف بالمرفق أو بمنديل عند السعال أو العطس. التخلص من المناديل بعد استخدامها.
ـ تجنب لمس العينين والأنف والفم.
ـ تنظيف وتطهير الأسطح التي نلمسها يوميًا وبشكل متكرر.
إذا كانت لدى شخص ما حالة مرضية مزمنة وكان هذا الشخص من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة في حال انتقلت إليه العدوى، فعليه استشارة طبيبه بشأن اتباع طرق إضافية لحماية نفسه.
لقد كشفت دراسة نشرتها مجلة “لانسيت” الطبية أن احترام قواعد التباعد الاجتماعي سيحد بنسبة تقل عن 3% من عدوى انتشار Covid-19 حسب استبيانات علمية في حال كان التباعد بمسافة متر واحد ويقلل الإصابة بنسبة 2.6% في حال طبقت مسافة الأمان بمتر واحد، بينما يقل احتمال الإصابة بنسبة 50% في حال تركت مسافة مترين ما بين الأشخاص.. التقرير العلمي، الذي حلل بيانات بيانات 172 دراسة ضمن 16 دولة، أبان أن ارتداء كمامة الوجه يجعل فرصة الإصابة ب Covid-19 بنسبة 3% فقط.
كما نوهت الدراسة إلى أهمية ارتداء النظارات الواقية لحماية العين، والتي تخفض خطر الإصابة ب Covid-19إلى 5.5%. وشددت الدراسة على أن الجمع بين كمامات الوجه والنظارات الواقية والتباعد الاجتماعي واستخدامها بشكل صحيح لا يوفر حماية كاملة بنسبة 100% من الفيروس.
الدراسة تقدم أوضح صورة حتى الآن أن تدابير التباعد الاجتماعي وكمامات الوجه ستكون أساسية في إبطاء انتشار الفيروس والسماح بتخفيف قيود الإغلاق بطريقة آمنة. ومع ذلك، يحذر التقرير من أن حتى الجمع بين استخدام كمامات الوجه والنظارات الواقية واحترام مسافة الأمان بشكل صحيح لا يوفر حماية كاملة ولا يقي من استشراء الوباء.
اتخذت الحكومات في جميع أنحاء العالم إجراءات مختلفة لتطبيق تدابير السلامة عبر فرض قواعد التباعد الاجتماعي والارتداء الإجباري لكمامات الوجه، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تضارب الآراء العلمية.
في فرنسا والصين وهونغ كونغ، أعيد فتح أجزاء من قطاع الضيافة المتضرر جراء انتشار وباء Covid-19، حيث إن المطاعم والفنادق والمقاهي وغيرها تعد من الركائز الأساسية للاقتصاد. في حين أن إسبانيا فرضت قواعد صارمة تقتضي بإلزامية حمل كمامات الوجه في بعض المناطق.
الهدف من التقرير الطبي، الذي يجمع بين نتائج الدراسات من جميع أنحاء العالم ويحلل جميع الأدلة المتاحة، إنما يرمي إلى المساعدة على تحديد التدابير التي قد تقلل من انتقال العدوى.
تقول ماتي هال، التي تشترك في ملكية مقهى لينغستون قرب لندن، أن قاعدة التباعد الاجتماعي بمسافة مترين ما بين الأفراد ستقلل من سعة تشغيل المكان من 200 شخص إلى 30 شخصا، مما يعني بالنسبة لها أنها لن تكون قادرة على الاستمرار في تشغيل محلها بسبب تكاليف التشغيل بشكل عام.
وتقضي قوانين إعادة فتح الاقتصاد في المملكة المتحدة بوضع نظام لاستخدام المراحيض، حيث يمكن لشخص واحد فقط استخدام الدرج للتوجه إلى استخدام المغاسل.
تقول ماتي هال: “باستخدام متر واحد كمسافة بين الزبائن قد نكون قادرين على دفع بعض الفواتير، ولكننا بالتأكيد لن نتمكن من تحقيق أرباح بهذه الطريقة إذا طبقت القواعد حتى أجل غير مسمى”.
ومع ذلك، شدد وزير الإسكان سيمون كلارك على أن قاعدة المترين ما بين الأشخاص “تستند إلى نصيحة مجتمعنا العلمي”، مضيفا: “لدى المملكة المتحدة مجتمع علمي رائع يحظى باحترام عالمي وهذه هي المشورة التي قدموها لنا”.
إعداد مبارك أجروض.