البطولة الوطنية العسكرية للعدو الريفي: احتفاء بالتفوق الرياضي وتعزيز الروح الوطنية في القنيطرة

بقلم: الأستاذ محمد عيدني

في قلب مدينة القنيطرة وفي أجواء تنافسية حماسية، عُقدت البطولة الوطنية العسكرية للعدو الريفي يوم الخميس 23 يناير 2025، حيث شهدت مشاركة ما يقارب 400 عداء وعداءة يمثلون مختلف تشكيلات القوات المسلحة الملكية.

جاءت هذه البطولة لتكون بمثابة احتفال وجهود كبيرة من جانب الرياضيين العسكريين، الذين يسعون جاهدين لتحقيق التميز والالتزام بروح المنافسة.

ليس فقط مجرد سباق، بل كانت البطولة منصة لنشر القيم الرياضية النبيلة التي تسهم في تعزيز الانضباط والتعاون بين أفراد القوات المسلحة.

فقد حظيت هذه الفعالية بمساندة ودعم كبيرين من السلطات المحلية والقيادات العسكرية، حيث حضر حفل الافتتاح عامل مدينة القنيطرة ورئيس المديرية العامة للرياضات العسكرية، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات المدنية والعسكرية التي عكست الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للرياضة كجزء من استراتيجيتها لتطوير القوى العسكرية.

في سباق المسافات الطويلة، تميز العداؤون بمستويات عالية من الأداء البدني والفني، حيث تمكن العريف حسن طوريس من انتزاع لقب البطولة بعد معركة حامية الوطيس مع رفاقه في الميدان.

بينما جاء في الرتبة الثانية الجندي مصطفى العقاوي، الذي قدم أداءً مميزًا يعكس جهوده الكبيرة في التحضير، وتمكن العريف أول هشام أولادها من إحراز المركز الثالث، مؤكداً أن التميز لا يقتصر على الفائزين فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل جميع المشاركين الذين بذلوا قصارى جهدهم.

أما في سباق المسافات القصيرة، فقد كانت المنافسة على أشدها، حيث تألق العريف مصطفى اوشطو ليتوج بالمركز الأول، ويؤكد دوره كأحد أبرز العدائين.

وتوج الجندي عادل أولاد ليدام بالمركز الثاني، بينما أفلح الجندي مصطفى الفايد في احراز المركز الثالث. من جهة أساسية، وفي فئة الإناث، أظهرت العداءة العريف أول كوثر فركوسي مهارات فائقة، حيث حصلت على الميدالية الذهبية، تلتها الجندي رحمة الطاهري في الرتبة الثانية، والعريف أول سناء العثماني في المركز الثالث.

ليست النتائج الرياضية فحسب هي التي تهم، بل إن الأثر الذي تتركه هذه الفعاليات على روح الفريق والتعاون بين رجالات القوات المسلحة يعدّ من الأهداف الأساسية لهذه البطولات.

فالمشاركة في هذه الفعاليات الرياضية تعزز الصلة بين الأفراد وتُسهم في بناء روح الفخر والانتماء، مما يجعل القوات المسلحة الملكية تبرز كنموذج يحتذى به في جميع المجالات.

إن البطولة الوطنية العسكرية للعدو الريفي ليست مجرد مناسبة رياضية، بل هي دعوة للالتزام والانتماء، واحتفاء بالإنجازات التي يحققها الجنود، والتي تسهم في تعزيز صورة القوات المسلحة الملكية.

من خلال هذه الفعاليات، يستمر الإشعاع الرياضي في صفوف المؤسسة العسكرية، مما يساعد على تطوير قدرات الأفراد وتعزيز الروح الوطنية التي تظل دائمًا في صميم رؤية المغرب الحديثة.

إننا نتطلع إلى المزيد من هذه الفعاليات مستقبلاً، والتي بلا شك ستعزز من ثقافة الرياضة في المجتمع العسكري، وتظهر أن التميز والفخر والتعايش هي قيم حقيقية يمارسها الأفراد بصفة يومية.

هذه ليست سوى البداية، والآفاق المستقبلية تزداد إشراقًا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.