بقلم : هشام العباسي – السمارة
على بعد شهور قليلة من الاستحقاقات الانتخابية البرلمانية والجماعية في المغرب، طفت على السطح حرب الكواليس التي تثار و يحتدم لهيبها مع اقتراب موعد الانتخابات.
لا أحد يجحد ما تشهده الاستحقاقات ببلادنا من تجاوزات يشار إليها بالبنان في بعض جهات المملكة. وإقليم السمارة الذي يشكل حيزا مهما من التراب الوطني يسجل خروقات خلال كل فترة انتخابات.
فالسواد الأعظم من الفعاليات الحزبية و السياسية لا تنأى عن هذا النطاق، خاصة و ان هذه السنة ستكون استثنائية بكل المقاييس، فهي ستشهد معها المملكة تمرينا انتخابيا جديدا بامتياز في ظل الظرفية العامة الناجمة عن جائحة كورونا والآثار المترتبة عنها اجتماعيا واقتصادي التي تضرر منها عموم المواطنين.
فبعد إعلان السيد حمد الشيگر الانسحاب من حزب الميزان، ورواج خبر تحالفه مع اللاعب المتمرس في المعارك الانتخابي السيد سيدي محمد الجماني (الحمامة) يكون هذان الفصيلان قد خطوا الخطوة الأولى في مسار بلورة تصورهما في الساحة السياسية. هذا مع إشاعة أخبار أخرى تتحدث عن انشقاقات في حزب التراكتور برئاسة السيد الزبير مولاي حبدي و قدوم لاعبين جدد إلى الساحة؛ ويتعلق الأمر بالسيد مولاي الشريف براهيم المفتش الإقليمي الجديد لحزب الاستقلال، و السيد الحنافي العدلي عن حزب الوردة (وهو خبر لم تثبت صحته بعد )؛ وهو الرجل الذي شرفنا في المحافل الرياضية العربية و الإفريقية، الشخصية المحترمة المشهود له بالكفاءة والنزاهة والحس الوطني وحسن الخلق وذلك بشهادة كل من زملائه ومعارفه. فيما اعتبر تعيين السيد مولاي الشريف براهيم حدثا قد يعيد مجموعة من التكهنات الى الساحة السمراوية، خصوصا وأنه شاب ويحمل رؤية واضحة للنهوض بالتنمية الاجتماعية بإلاقليم، والذي يملك القدرة على جلب مستثمرين للمنطقة، وحل المشاكل التي يتخبط فيها الشباب وساكنة المخيمات، بالرغم من غياب أي تأكيد رسمي على تعيينه ككاتب إقليمي من جهة أو الإعلان عمن سيقود الميزان بالسمارة ليعيد له ما ضاع في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة من جهة أخرى. بينما نجد في المقابل قلقا كبيرا وتخوفا من بعض اللاعبين القدامى من فقدان السيطرة على الكراسي التي عمر فيها كثيرا حتى التصقت بظهورهم.
كل هذه الأحداث المتسارعة تدفع المتابع للشأن السياسي بالسمارة الى التساؤل عن مكانة باقي الأحزاب بالإقليم ، ومن منهم سيتمكن من الظفر بمقعد رئيس البلدية وكذا بالمقاعد البرلمانية ؟
جدير بالذكر أن الجميع على دراية كبيرة بقوة حزب الاستقلال، وخصوصا بالسمارة وبالصحراء عامة بزعامة المايسترو السيد مولاي حمدي ولد الرشيد؛ الرجل الذي جعل مدينة العيون تنافس بل تتفوق على مدن كبيرة بالمغرب.
فما محل مجموعة الأحزاب المتبقية من هذه الانتخابات سواء في شقها المحلي، الإقليمي و الجهوي، البرلماني، الغرف المهنية؟.. كلام كثير تدور رحاه حول الأحزاب الثلاثة الأولى سالفة الذكر ( الاستقلال، الأحرار، البام). إلا أن السؤال المطروح بقوة هو فيما محل الشباب – الأطر – في كل هذه الزوبعة الانتخابية بإقليم السمارة؟
فهل ينجح الشباب في إنهاء حلم العديد من الرؤساء وتحمل المسؤولية، والأخذ بغمار الانتخابات المقبلة؟
ما يبدو واضحا في المشهد السياسي اليوم أن ثمة صورة رمادية عن مستقبل الأحزاب قد تُعقّد فرص الاندماج من جديد لكسب رهانات الانتخابات المقبلة، و التصالح مع الناخبين لاسترجاع الثقة والعودة بالمواطن إلى التفاعل الإيجابي مع الشأن الانتخابي بأريحية وبروح مواطنة مسؤولة.