تطوان- عبد المالك بوغابة
انتقد مواطنون بالجماعة القروية العليين ما أسموه “بالخروج السياسوي” لبعض الأحزاب والفعاليات السياسية بالمنطقة بعد اندلاع شرارة الوقفات الاحتجاجية لساكنة المنطقة ضد مظاهر “التهميش والعزلة” التي تعيشها المداشر التابعة للجماعة.
وقال مواطنون إن محاولة بعض المنتخبين والبرلمانيين الركوب على مظاهر الاحتجاج والظهور بمظهر المنقذ من الأزمة التي تعيشها الساكنة لا يعدو أن يكون مجرد “شطحات انتخابوية” ومحاولة “لاستعراض العضلات” بين الفاعلين الحزبيين.
وانتقد مواطنون بشدة “الغياب المتواصل” للسياسيين عن المنطقة منذ الانتخابات الجماعية والبرلمانية السابقة و”الأذان الصماء” التي كانوا يتعاملون بها أمام مطالب وانتظارات الساكنة، إلا أنهم خرجوا من جحورهم مباشرة بعد رفع الاحتجاجات المنددة بالتهميش الذي تعيشها الساكنة.
واستغرب مواطنون في حديثهم مع “مجلة أصوات”ا كيف أن النائب البرلماني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الممثل لدائرة المضيق الفنيدق بالبرلمان حل بالجماعة خلال احتجاجات الساكنة بحر الأسبوع الماضي مخاطبا المحتجين بأنه “سيستمع لمشاكلهم وسينقلها لصناع القرار بالرباط”، في حين أن هذا البرلماني وعد خلال الحملة الانتخابية بأنه يعرف مشاكل المنطقة وسيعالجها بعد التصويت عليه وتمكينه من ولوج قبة البرلمان.
فاعل جمعوي من مدشر فرسيوة قال في حديثه مع المجلة، إن حزب الأصالة والمعاصرة الذي يسيطر على دواليب المجلس الجماعي للعليين وكذا مجلس عمالة المضيق الفنيدق “لم يستطع تقديم ولو جزء بسيط من الوعود التي أطلقها خلال الحملات الانتخابية”، منتقدا بشدة ضعف التواصل وعدم القدرة على حل مشاكل الساكنة من طرف ممثلي الدوائر الانتخابية التابعة للجماعة.
وقال المتحدث، إن ممثلي الساكنة يطلقون بين الفينة والأخرى حزمة وعود كاذبة لا تغير شيئا من “واقع التهميش والعزلة القاتلة” التي تعيشها الساكنة على جميع المستويات.
وأضاف المصدر ذاته أن الساكنة أرادت من خلال الوقفات والمسيرات الاحتجاجية الأخيرة إسماع صوتها لمن يهمه الأمر قصد التعجيل بإيجاد الحلول الكفيلة لأزمتها وتوفير سبل العيش الكريم من خلال توفير الخدمات الأساسية للساكنة وخاصة شبكة الماء الكهرباء والتشغيل والصحة وتحريك عجلة ملف العقار والتعمير بالمنطقة.
يذكر أن مجموعة من الفاعلين السياسيين بالمنطقة دخلوا على خط الاحتجاجات الأخيرة التي قامت بها ساكنة الجماعة القروية العليين في محاولة لنزع فتيل الاحتجاجات وأطلقوا لهذا الغرض حزمة وعود بالتجاوب مع هذه المطالب في الفترة الأخيرة وتركت هذه الوعود ردود فعل متباينة من طرف الساكنة بين قابل لها في انتظار تنزيلها على أرض الواقع وبين رافض لها جملة وتفصيلا على اعتبار أن الساكنة “ضاقت ذرعا” بالوعود التي يطلقها السياسيون لساكنة المداشر التابعة للجماعة.