الإعلام الرياضي المغربي: فوضى وتحديات في زمن التحول

بقلم: الأستاذ محمد عيدني

عندما نتحدث عن الإعلام الرياضي في المغرب، يتعين علينا التطرق إلى العديد من التحديات والمفارقات التي تواجه هذا القطاع الحيوي. ففي الوقت الراهن، أصبح وضع الإعلام الرياضي يثير الكثير من النقاشات، حيث يميل البعض إلى تسييسه واستغلاله لأغراضهم الشخصية، مما يؤثر سلبًا على سمعة هذا المجال.

 

شعرت بالحيرة قبل كتابة هذا المقال، إذ كنت أهدف إلى تجنب الوقوع في إصدار أحكام قد تكون غير عادلة بحق زملائي في الوسط الصحفي. ولكن مع تزايد التصرفات التي تعاني من قلة الاحترافية، كان من الضروري أن أعبّر عن وجهة نظري بشكل واضح. الإعلام الرياضي ليس مجرد منصة لنقل الأخبار، بل هو مهنة تعتمد على أسس أخلاقية ومهنية يتوجب الالتزام بها.

 

أصبح الإعلام الرياضي في المغرب نقطة انطلاق لمجموعة من التحديات، حيث يتم استغلال الكلمة من قبل أشخاص يسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية. في سياق التطور التكنولوجي الهائل والرغبة في الاستفادة من النجاحات الرياضية، يظهر الكثيرون دون أن يمتلكوا المهارات الأساسية للتعبير عن الأحداث الرياضية، مما يعكس تراجعًا في معايير العمل الصحفي.

 

يتساءل الكثيرون: لماذا يلجأ بعض الأفراد إلى سلوكيات غير مهنية في الإعلام؟

 

ينبغي أن يكون الصحفي الرياضي عالمًا بتفاصيل اللعبة وأسرارها، وليس مجرد شخص يستخدم وسائل غير مهنية للحصول على الفتات. هؤلاء الأشخاص يدخلون إلى الملاعب دون فهم حقيقي للأخلاقيات التي تحكم المهنة، مما يشكل عائقًا أمام الصحافة الجادة والموضوعية.

 

ومن المؤسف أن نشهد ظهور جمعيات تدعي تنظيم العمل الصحفي الرياضي، رغم افتقارها إلى الشرعية القانونية. مثل هذه الممارسات تضعف استقرار العمل الصحفي وتخرج عن القوانين المعمول بها. إن استغلال الثغرات واللعب على القوانين لن يؤدي إلا إلى الفوضى ويضر بمصداقية الإعلام الرياضي.

 

على الرغم من الأهمية الكبرى للرياضة كمكون ثقافي واجتماعي، يجب على الدولة والجهات المعنية التدخل لدعم الإعلام الرياضي وتحسين وضعه. لا ينبغي لأحد أن يسعى للتلاعب بالقوانين أو استخدام سلطته بشكل غير شرعي. المؤسسات الإعلامية تستحق الاحترام والتقدير، ويجب أن تكون هناك بيئة مثالية تعزز من تطوير الصحافة الرياضية.

 

في الختام، إن مهنة الصحافة الرياضية تعتمد على مجموعة من المبادئ الأخلاقية والمهنية التي يجب على كل العاملين في هذا المجال الالتزام بها. من الضروري تعزيز القيم الأخلاقية والمهنية لضمان تطور الإعلام الرياضي في المغرب وتحقيق الأهداف المرجوة منه لخدمة المجتمع والرياضة بصورة عامة

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.