أشاد جان توبي أوكالا، المسؤول بالأمم المتحدة، بحرارة بما يقوم به المغرب والتجريدة المغربية المنتشرة ضمن بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونيسكو).
وقال جان توبي أوكالا، المكلف بالإعلام لدى بعثة مونيسكو في إيتوري “أود بصدق أن أحيي مساهمة التجريدة المغربية في بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية. من قبل، كان لدينا هنا تجريدة قتالية من القوات المسلحة الملكية تتمتع بخبرة كبيرة مكنت من تحقيق إنجازات عظيمة لصالح السلام“، مشيرا الى أن قوات القبعات الزرق الذين ما زالوا هناك يعملون أكثر في المجال الاجتماعي.
وأوضح في تدخله في شريط فيديو بثته بعثة الأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للقبعات الزرق في 29 مايو، أن جنود القبعات الزرق المغاربة يديرون مستشفى من المستوى 2، ويستقبلون المرضى سواء القادمين من طرف الأمم المتحدة أو المرضى الكونغوليين، بالإضافة الى ذلك ينظمون مبادرات إنسانية خارج المستشفى (استشارات طبية، وتقديم تبرعات بالأدوية، وما إلى ذلك).
يذكر أن اليوم العالمي للقبعات الزرق يقام كل عام في 29 مايو. وقد أقامته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دجنبر 2002 للإشادة بتضحيات الأفراد المدنيين وأفراد الشرطة والعسكريين وإسهاماتهم القيمة في عمل الأمم المتحدة.
وقال أوكالا: “في الأمم المتحدة، نضع الأشخاص المستضعفين في قلب مجالات حمايتنا، ويقوم أصدقاؤنا المغاربة بذلك بانتظام من أجل بناء وتعزيز السلام في هذا الإقليم وفي هذا البلد”.
وتقوم التجريدة المغربية منذ عدة سنوات بمبادرات لدعم السكان المحليين، لا سيما فيما يتعلق بالخدمات الصحية بفضل مستشفى المستوى 2 التابع لبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية في بونيا (غرب البلاد)، والذي أقامه المغرب في عام 2003.
ومن جهته، تطرق الطبيب العقيد ميمون سراج، الطبيب الرئيسي للمستشفى في بونيا، لتدخلات الكتيبة المغربية لصالح السكان المحليين.
ويعد الطبيب العقيد ميمون سراج، الطبيب الرئيسي للمستشفى في بونيا، وانضم إلى بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية في فبراير 2022، وتتمثل مهمته في تتبع وإدارة هذه البنية التحتية المهمة للغاية، بالإضافة إلى إدارة العلاقات مع الشركاء العسكريين، ولكن أيضا مع الفاعلين المدنيين.
وسلط الطبيب العقيد ميمون سراج الضوء بشكل خاص على تحقيق عمليتين إنسانيتين، أولاهما على مستوى المستشفى العام في بونيا، والثانية على مستوى السجن المحلي في بونيا.
وقال “بالنسبة للعملية الأولى، قدمنا إمدادا كبيرا من الأدوية والمواد الصيدلانية استجابة لطلب من المستشفى، والذي كان يتدخل لعلاج حوالي أربعين شخصا أصيبوا في حادث، بينما خلال العملية الثانية في السجن بنفس البلدة، تم تقديم كمية من الأدوية بالإضافة إلى القيام بنحو مائة استشارة طبية تخصصية”.
وأكد أن هذه الإجراءات مهمة من أجل استتباب السلام، مشيرا إلى أن تقديم المساعدات الإنسانية تسهل إحلال السلام على مستوى السكان المحليين.
ونظمت التجريدة المغربية أيضا عمليات أخرى، مثل تلك التي استفاد منها الأطفال في دار للأيتام.
وأشار الطبيب العقيد ميمون سراج إلى أن “اختيار دار الأيتام راجع لأهمية العمل من أجل نمو الأطفال ورفاههم في جميع أنحاء العالم، وهو الأمر الذي يشكل عنصرا أساسيا في الأعمال الإنسانية للأمم المتحدة”.
وأضاف أن هذه المبادرة ركزت حول التوعية بصحة الفم ونظافة اليدين لأهميتها في الحفاظ على صحة الطفل.
ووفقا للطبيب العقيد سراج، فإن من بين مزايا العمل في بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية “أننا ملزمون بالتواصل مع جهات فاعلة أخرى، مدنية أو عسكرية، إذ معا يمكننا المساهمة في توطيد أسس السلام، الهدف الرئيسي للأمم المتحدة ولبعثة مونيسكو على مستوى جمهورية الكونغو الديمقراطية”.
وأكد على أن الشراكة عامل رئيسي لنجاح مهام البعثة.
تجدر الإشارة إلى أنه في 1 يوليوز 2010، حلت بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونيسكو)، محل بعثة منظمة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونيك) تطبيقا لقرار مجلس الأمن رقم 1925 المؤرخ 28 مايو 2010.
ومخول للبعثة الجديدة استخدام جميع الوسائل اللازمة لتنفيذ ولايتها، ولا سيما بهدف ضمان حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وموظفي حقوق الإنسان الذين يتعرضون للتهديد الجسدي الوشيك ودعم حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية في جهودها لتحقيق الاستقرار وتوطيد السلام.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب ينشر حاليا أكثر من 1700 جندي وشرطي في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان وجنوب السودان.