بقاعة المركب السياحي “أكواليبي” بفاس، عقدت، مساء يومه السبت 12 فبراير الحالي، الأمانة الجهوية لحزب الأصالة و المعاصرة لجهة فاس – مكناس، لقاء جهويا نسائيا، تحت شعار “من أجل حضور قوي وفعل منظم للمرأة البامية في المشهد السياسي والإقلاع التنموي”، وهو اللقاء الذي حضره كل من الأمين العام للحزب، ووزير العدل، السيد عبد اللطيف وهبي، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، السيدة غيثة مزور، ورئيس الفريق النيابي للحزب بمجلس النواب، السيد أحمد التويني، ورئيس الفريق بمجلس المستشارين، السيد المرابط الخماري، والكاتب الجهوي للحزب، السيد محمد الحجيرة، وبرلمانيو و برلمانيات الحزب، ضمنهم “خديجة الحجوبي و إلهام الساقي، عزيز اللبار، محمد الحجيرة، حسن بلمقدم”، وممثلوه بمختلف المجالس.
اللقاء الذي يعتبر الثاني من نوعه بعد الأول الذي عقد في الدار البيضاء بغاية تعميق النقاش في خلق منظمة نسائية بامية مستقلة وقوية، وهي الخطوة التي تندرج ضمن إصرار القيادة الحزبية على تحقيق أعلى نسبة مشاركة للمرأة في التدبير الحزبي والسياسي، وتمكينها من الأدوات الضرورية للترافع المباشر عن قضاياها، واستثمار مقتضيات دستور 2011، ودعوته لتحقيق المناصفة.
ملتقى جمع حضورا كبيرا غصت به جنبات القاعة، وعرف تواجد عدة وجوه سياسية ضمنهم أعضاء من المكتب السياسي للحزب، و المجلس الوطني، وبرلمانيات وبرلمانيو الحزب بجهة فاس مكناس، وضمنهم الفاعلة الجمعوية و البرلمانية ونائبة رئيس مجلس العمالة، السيدة خديجة حجوبي، والنائبة البرلمانية، السيدة إلهام الساقي، والمنسق الجهوي للحزب والنائب البرلماني عن دائرة تاونات، محمد الحجيرة، والنائب البرلماني، السيد حسن بلمقدم، والنائب البرلماني، السيد عزيز اللبار، ومستشاري ومستشارات الحزب ومسؤولو المجالس و الجماعات المنتسبون للحزب…، إضافة إلى حضور إعلامي هام.
الحفل انطلق بآيات بينات من الذكر الحكيم، وتحية النشيد الوطني، فقراءة الفاتحة على روح الطفل “ريان” الذي قضى في البئر بعد 5 أيام من العزل القسري عن حضن والديه، وما أحدثه من تعاطف عربي ودولي.
استهل الحفل بكلمة ألقاها السيد محمد الحجيرة، الكاتب الجهوي لحزب التراكتور، الذي رحب بالحاضرين، وأثنى على هذا الحضور النوعي لنساء الأصالة والمعاصرة على صعيد الجهة، في نقاش مفتوح لخلق تنظيم نسائي قوي، يعكس صورة المرأة البامية ويجعلها شريكة في التدبير الحزبي والسياسي، مضيفا أن كل مناضلي الحزب معبؤون ليكونوا سندا للمرأة، ومشددا على ما أسماه “جاذبية حزب الأصالة والمعاصرة”، والتي تزداد يوما بعد يوم والتي تعززت بعد المؤتمر الرابع للحزب، وفق قوله دائما، مشيرا إلى أن تلك المحطة كانت ناجحة بكل المقاييس.
احترمنا المرأة وبوأناها مكانتها وفي 2026 سنحترمها أكثر
السيد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة، ووزير العدل في حكومة، السيد عزيز أخنوش، أكد خلال مداخلته على أهمية اللقاء، والذي فرض عليه أسبوعا من التفكير فيما يمكن أن يقوله قبيل المجيء لمدينة فاس، لحضور اللقاء، وبين نساء مدينة فاس، وتاريخ نساء فاس، مستشهدا بقوة هذا الحضور من كون المرأة الوحيدة التي وقعت وثيقة الاستقلال كانت من مدينة فاس، فضلا عن الحضور في كافة مراكز القرار والعلوم والثقافة، مؤكدا على أن الحزب جعل قضية المرأة ضمن استراتيجيته الأساسية مند التأسيس، والتي زكاها من خلال دفاعه عن المرأة في مختلف المستويات، وفرضه المناصفة.
وأضاف عبد اللطيف وهبي، أن مكان المرأة ليس البرلمان فقط، بل ارتفعت نسبة حضورها على أعلى مستويات مؤسسات التسيير وضمنها الحكومة، مذكرا بأن الحزب قدم خلال النقاش حول تشكل الحكومة، ثمانية أسماء، روعي في تقديمها المناصفة، أربع نساء وأربع رجال، لكن ظروف النقاش لتشكيل الحكومة راجعت هذا الطرح ليعتمد الحزب أربع رجال وثلاث نساء، وهو على العموم حضور هام، قائلا “سنة 2026 سيكون الحزب على رأس الحكومة وسنحترم النساء أكثر”.
و أشار الأمين العام لحزب “التراكتور” إلى موقف الحزب الواضح ضد اللائحة الوطنية للنساء حينها ومساهمته في إسقاطها، و الاعتماد على اللائحة الجهوية، لأن تلك اللائحة حصرت المرأة في الرباط والدار البيضاء، وأقصت النساء في مناطق أخرى، وأن تحقيق اعتماد اللائحة الجهوية مكن نساء من مناطق الداخل الولوج للبرلمان، مبرزا الحضور الانتخابي المتميز للباميات وتمثيل فاس بنائبتين برلمانيتين، واحدة في الاستحقاقات المباشرة، و الأمر يتعلق بالنائبة و المناضلة و الفاعلة الجمعوية، خديجة حجوبي، و أخرى في اللائحة الجهوية ويتعلق الأمر بالسيدة “الهام الساقي” النائبة البرلمانية عن جهة فاس مكناس، والنائبة الأولى لرئيس مجلس النواب.
وشدد وهبي على أن النساء هن من يحملن راية الدفاع عن مصالحهن، مؤكدا ثقته في المرأة وقدرتها على حسن التدبير، وقال بلغة تعكس صورة حضور المرأة ولكن بلغة غزل شاعرية حيث قال “لي الثقة في المرأة لأنها جميلة ولا تفوقها في الجمال امرأة أخرى، زرت دولا كثيرة، ولم تستهوني إلا المرأة المغربية”، مضيفا ” عبد ربه هذا متزوج من فاس، ومن يتزوج من فاس فليس له إلا واحدة”.
وتساءل “وهبي”، ما المطلوب من المرأة في فاس خصوصا، والمغرب عموما؟، ومجيبا في نفس الوقت بأن الوقت قد حان لتكوين تنظيم نسائي حزبي قوي سيشكل دعامة الحزب خلال استحقاقات سنة 2026، وهو ما سيمكن من رفع عدد حضور النساء محليا، إقليميا، جهويا، ومركزيا.
وأضاف “وهبي” قائلا “حان الوقت لتنصف المرأة من خلال أمرين اثنين، الأول أن مجال السياسة ليس حكرا للرجل ومن الضروري اعتماد المناصفة، والثاني أنه إذا لم تكن المرأة حاملة هذا المشعل، فإن كل شيء سيكون ناقصا”، مبرزا أن المدخل لتحقيق هذا الطموح هو التنظيم.
وعرج “وهبي” على حضور المرأة من بوابة ما يعايشه من موقعه كوزير للعدل، حيث أشار إلا أن أكثر من يحس بالإحراج هي المرأة الأمازيغية مثلا حين ذهابها للمحاكم، لذا حاولنا أن نقترب من هؤلاء النساء ووضعنا 100 مساعدة اجتماعية لهذا الغرض، في الدراسة نجد النساء متفوقات، لكن في العمل الرجال أكثر، هناك خلل، والمطلوب إعادة النظر في القوانين التي تحد من وصول المرأة إلى مركز القرار، والقطع مع تلك السلوكيات التي تحد من وصولهن، معتبرا أن الحزب ومن موقع إيمانه بالحداثة، فإن المناصفة بالنسبة له تشكل إحدى مسلكياته، فلا زال الرباط هو القرار السياسي النسائي، يجب القطع مع هاته المسلكيات ليكون هناك حضور للنساء من كافة المناطق، موجها كلامه للنساء بقوله “العالم بين أيديكن فقط يجب اتخاذ القرار، ضعوا البرامج وتوحدوا تنظيميا، الملك قدم للمرأة ما لم يقدم من قبل وفي جميع المجالات”.
وأكد الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة، أن المطلوب هو بناء تنظيم نسائي قوي يفرض على الحزب اختياراته، مشيدا بدور رئيسة المجلس الوطني للحزب “السيدة فاطمة الزهراء المنصوري”، ودفاعها المستميت عن قضية المرأة، وهو ما تمكنت من تحقيقه حزبيا، المطلوب أن تترافعوا من أجل قضيتكم، لن يمنح لكم الرجال أية منحة أو هدية، إنها قضيتكن، أنتم اللواتي ستفرضن وجودكن بأنفسكن، يقول وهبي، مضيفا “المرأة قوة مجهضة في هذا البلد”، وما نحدثكم عنه هو حق تاريخي وطبيعي، ومن لم يؤمن بفكرة المناصفة داخل الحزب، فلا مكان له بيننا، عليه أن يغير الوجهة”.
بعد ذلك تم تقديم كوكتيل سردي تضمن أهم شعارات الحزب المركزية، وقضية الطفل “ريان”، وحضور النساء الباميات داخل الحزب والمجتمع، كما كان الحضور الإفريقي متميزا ضمن هذا الكوكتيل، من خلال سيدة إفريقية والتي قالت باللغة الفرنسية، “شكرا أيتها النساء الباميات، المغرب بلدنا الثاني، عاش المغرب، عاش محمد السادس، عاش البام، عاشت إفريقيا، الصحراء مغربية”، كما كان حضور الأمازيغية قويا فضلا عن ثقافات التنوع الممثلة بالجهة، وذوو الاحتياجات الخاصة الذين ذكروا مسؤولي المجالس بمعاناتهم وضرورة احترام القانون في الشق المتعلق بالولوجيات، لينتهي الكوكتيل البامي بأغنية “رد بالك هادي بلادك را انت محسود عليها”.
من الضروري بناء تنظيم نسائي قوي
الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، السيدة غيثة مزور، قالت من جانبها “صعب أن آخذ الكلمة بعد هؤلاء النساء وما حملوه من لوحات تعبيرية، مؤكدة على ضرورة بناء تنظيم قوي ومتماسك، وعلى حضور المرأة كفاعل في القرار السياسي، أنا وزيرة، وهذا نتاج نضال النساء، الدستور ينص على المناصفة، وصاحب الجلالة يشجع المرأة لأخد حقوقها في كافة المجالات، فالمطلوب النضال من أجل تعميق هذا الحضور.
التوازن بين مكونات الحزب هو ما يمده بالقوة
رئيس الفريق النيابي الحزبي بمجلس النواب، السيد أحمد التويني، أكد من جهته أنه من الصعوبة أخد الكلمة بعد كلمة الأمين العام القوية واللوحات المعروضة العاكسة لهاته الإرادة، مشددا على ضرورة بناء تنظيم نسائي قوي، مؤكدا على أن بداية استحقاقات 2026 تنطلق من الآن، مبرزا أنه يجب استثمار تواجد “وهبي” على رأس وزارة العدل لجلب أكبر قدر ممكن من المكتسبات لصالح المرأة، مشددا على أن التوازن هو ما يعطي للحزب قيمته.
أقترح على الباميات لعب دورهن في إطار التحالف وميثاق الأغلبية
من جهته أكد السيد المرابط الخماري، رئيس الفريق بمجلس المستشارين، أن الحزب يستمد قوته من خلال مناضلاته، مشددا على إعادة هيكلة منظمة نسائية مستقلة وديمقراطية، ودور المرأة الكبير وفق ما أعطاهن دستور 2011 في فصله 19، الذي أكد على المناصفة في أفق رفع الحيف الذي يطال المرأة، وتثمين الطاقات النسائية التي يتوفر عليها الحزب، لتحقيق التنمية، وفتح قنوات التواصل مع جميع الأقاليم وخلق روابط قوية بين النساء وإشراكهن فعليا في اتخاذ القرارات، ومن هنا اقترح على المناضلات الباميات لعب دور هام في إطار التحالف ضمن إطار ميثاق الأغلبية.
المرأة أقل فسادا من الرجل
في نفس السياق أكدت إلهام الساقي البرلمانية عن جهة فاس مكناس، ونائبة رئيس مجلس النواب على ضرورة بناء تنظيم نسائي قوي وقادر على ركوب التحديات الكبرى وتحقيق حضور إيجابي على الأرض، مشيرة إلى أنه ومن خلال تقييم نتائج انتخابات 2021، “وجدنا أن حضور المرأة كان ضعيفا، وأن المرأة غير ممثلة بالمطلق في بعض الغرف، كما أن نسبة حضور المرأة بمجلس المستشارين لا تتعدى 13 مستشارة برلمانية من أصل 120 مقعد، أي أن النسبة لا تتعد 10 في المائة” ” تقول الساقي، مضيفة أنه يجب على المرأة ألا تترك المكان للفساد بل عليها تحمل مسؤولياتها، مشددة على أن “المرأة أقل فسادا من الرجل”.
الدولة الاجتماعية لا يمكن أن تكون إلا بإنصاف المرأة
باقي المداخلات والتي توزعت بين كلمة المستشارات الجماعيات و المجتمع المدني و الفروع الجهوية أكدت على أهمية الخطوة عارضة لأهم المشاكل التي تعيشها بعض المناطق التابعة للجهة، ومعاناة المرأة القروية المضاعفة، وضرورة المساعدة في إيجاد حلول لهاته المشاكل السوسيو اقتصادية، والسوسيو ثقافية التي تعشش في المجتمع، وتأكيد حضور فعلي وفعال على الأرض للمرأة من خلال الترافع على ملفات النساء، من أجل بناء امرأة مغربية قوية وقادرة على تحقيق التغيير، والوصول إلى مراكز القرار، لأنها وبقوة الواقع شريك أساسي في صنع القرار، وأن الدولة الاجتماعية لا يمكن أن تتحقق إلا بإنصاف المرأة.