في ظل التغيرات الاقتصادية المتلاحقة التي يعيشها المغرب، بدأنا نلاحظ ظاهرة مقلقة في العديد من المقاهي، حيث تصاعدت الأسعار بشكل غير مسبوق، مما جعل الزبائن يتساءلون: هل هذه الأسعار تعكس الجودة والخدمة المقدمة؟ أم أنها مجرد استغلال للوضع القائم؟
لا يمكن إنكار أن القهوة:
تعد من المشروبات الأكثر شعبية في المجتمع المغربي، حيث تجمع الأصدقاء والعائلات في لحظات سعيدة. لكن، مع مرور الوقت، بات الزبون يشعر وكأن عليه دفع ثمن باهظ مقابل فنجان قهوة عادي، وصولًا إلى 18 درهمًا للفنجان وقرعة ماء صغيرة في بعض المقاهي بحي السلام وسعيد حجي. هذه الأسعار تجعلنا نتساءل: ماذا عن القوة الشرائية للمواطن المغربي؟ هل المنطق الاقتصادي يبرر فرض مثل هذه الأسعار؟
التوجه نحو الارتفاع المتواصل:
في الأسعار ليس قاصرًا على بعض المقاهي بل يمتد إلى العديد من القطاعات. ففي الوقت الذي تعاني فيه جيوب المواطنين من فراغ متزايد، تظل المصالح التجارية تبحث عن الربح بأي طريقة ممكنة. ومع ذلك، يبقى السؤال: أين دور الرقابة الحكومية في هذه المسألة؟
لقد أظهرت العديد من الدراسات أن الدولة تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم الأسواق وحماية المستهلك. وفي الوقت الذي يسود فيه ارتفاع الأسعار، يجب على الدولة أن تتبنى إجراءات فعالة لضمان العدالة في الأسعار وتوفير بيئة تنافسية للمقاهي. إن فرض ضرائب مناسبة على المحلات التي ترفع الأسعار دون مبرر منطقي قد يكون أحد الحلول المقترحة.
علاوة على ذلك:
يتوجب على الزبون أن يكون واعيًا بخياراته. فمع تنوع الخيارات المتاحة، هناك مقاهي أخرى تلتزم بتسعيرات معقولة، مما يحتم على المستهلك القيام بمقارنة بين الخدمات والأسعار قبل اتخاذ القرار.
في النهاية، إن قضية ارتفاع الأسعار في المقاهي ليست مجرد مسألة تتعلق بالأرقام، بل تعكس خليطًا من العوامل الاقتصادية والاجتماعية. ومن الضروري أن نتكاتف كفئات مجتمعية ونتفاعل بجدية مع تلك الظاهرة، من خلال النقاشات العامة والمبادرات التحفيزية التي تشجع على خلق بيئة تجارية عادلة. إن المسعى نحو تحسين وضع المواطن وترشيد الأسعار هو واجب على الجميع، سواءً من جهة الحكومة أو من المجتمع المدني، لنحقق معًا توازنًا يعود بالنفع على الجميع.