كشف استطلاع للرأي أنجزته شبكة البارومتر العربي عن أبرز المعيقات التي تحول دون ولوج النساء العربيات إلى سوق الشغل، مبرزا أن 71 في المائة من المغربيات المستجوبات لا يشتغلن بسبب عدم توفر خيارات رعاية الأطفال.
خلص استطلاع للرأي إلى أن 71 في المائة من المغربيات لا يتمكن من ولوج سوق الشغل بسبب الاهتمام برعاية الأطفال، مقابل حوالي 70 في المائة أرجعن السبب إلى تدني الأجور، فيما بررت 68 في المائة من النساء المستجوبات عدم عملهن بعدم توفر وسائل مواصلات كافية.
وأبرز الاستطلاع الذي أنجزه البارومتر العربي حول “أثر فيروس كورونا على النساء في المسكن والمعمل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” وجود مجموعة من العوائق الأخرى التي تعيق عمل النساء المغربيات، بينها عوائق ثقافية من قبيل إعطاء الأولوية الرجال في العمل، بنسبة 46 في المائة، فيما رفضت 22 في المائة من المغربيات المستجوبات العمل في أماكن مختلطة.
من جهة أخرى، تطرقت الشبكة البحثية إلى تأثير جائحة كورونا على عمل النساء، مبرزة أنهن أصبحن قلقات بشكل كبير إزاء الجائحة مقارنة بالرجال، وذلك على امتداد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأوضحت أن النساء يواجهن توقعات أكبر بإدارة الحياة المنزلية مقارنة بنظرائهن من الرجال، مشيرة إلى أن الحظر الحكومي يزيد من المسؤوليات المنزلية، ومن وحدة الأسر، إذ صرحت، بحسب الاستطلاع، 35 في المائة من النساء بهذه الزيادة، مقابل 32 في المائة من الرجال المغاربة.
وتم التصريح بزيادة الوحدة الأسرية بشكل أكبر في الجزائر والأردن، وذلك بنسب تتراوح بين 50 و57 في المائة.
ارتفاع معدلات العنف البدني
وعلى غرار مختلف التقارير الوطنية، أظهرت بيانات البارومتر العربي أن الربع على الأقل من كل النساء في كل دولة مشمولة بالاستطلاع أفادت بزيادة العنف البدني القائم على النوع في المجتمع أثناء الجائحة.
وأضافت الشبكة، التي تقدم استطلاعات عن القيم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمواطنين في العالم العربي، أن حوالي نصف النساء المغربيات المستجوبات أفدن بارتفاع معدلات العنف البدني الأسري خلال الجائحة (47 في المائة)، وهي النسبة نفسها المسجلة في الجزائر، مقابل 69 في المائة في تونس، فيما أبرزت الشبكة البحثية أن هذه النسب تراجعت في استطلاعها الأخير ضمن دورتها السادسة، إذ بلغت نسبة النساء اللواتي أبلغن بزيادة نسبة العنف في هذه الدول الثلاث، 25 في المائة في المغرب، مقابل 24 في المائة بالجزائر، و62 في المائة في تونس.
وسبق للمندوبية السامية للتخطيط أن كشفت، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للمرأة لعام 2021، أن مساهمة النساء في سوق الشغل مازالت ضعيفة، مبرزة أن معدل نشاط النساء بلغ حوالي 20 في المائة، مقابل 70,4 في المائة لدى الرجال، لتبقى بذلك ثمان نساء من بين كل عشر خارج سوق الشغل، وفق أرقام المندوبية.
كما سبق لوزير الشغل والإدماج المهني، محمد أمكراز، أن اقترح مجموعة من الإجراءات الرامية لتشجيع النساء على ولوج سوق الشغل، مؤكدا في عرض قدمه يوم الثلاثاء 23 مارس 2021، أمام أعضاء لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، أن النساء المغربيات مازلن يواجهن إكراهات عديدة لولوج سوق الشغل، على رأسها ضعف خدمات رعاية الأطفال.
وشدد الوزير، في هذا الإطار، على ضرورة العمل على تطوير خدمات رعاية الأطفال، لكونها من بين أبرز الأسباب التي تحول دون عمل النساء.