ازدحام غير مسبوق بمعبر سبتة بسبب نظام المراقبة الجديد
مجلة أصوات
يعيش معبر تاراخال الحدودي بين سبتة والمغرب أياما من الازدحام غير المسبوق، إذ اصطفت طوابير طويلة من المسافرين والمركبات استمرت لساعات طويلة في مشهد وصفته الصحافة الإسبانية بـ“الجحيم اليومي للعبور نحو المغرب”.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن تزامن العطلة الرسمية في المغرب مع بدء العمل بأنظمة المراقبة الجديدة في المعبر تسبب في شلل شبه تام للحركة على جانبي الحدود، حيث اضطر الآلاف من الأشخاص، بينهم نساء وأطفال ومسنون، إلى الانتظار لساعات طويلة وسط ظروف صعبة وتدافع متكرر في الممرات الخاصة بالعبور.
ووثقت مشاهد بثتها قناة FaroTV كيف أصبحت عملية العبور مشقة حقيقية للراجلين، الذين يتقدمون ببطء شديد تحت ضغط الطوابير الخانقة، بينما عجزت سيارات كثيرة عن التحرك داخل المنطقة الفاصلة بين سبتة والفنيدق. وقال عدد من المواطنين للصحيفة إن “الانتظار الطويل أصبح عادة مأساوية لا يبذل أي جهد رسمي لمعالجتها”.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الفوضى تزامنت مع بدء التشغيل التجريبي لما يعرف بـ“الحدود الذكية”، التي تعتمد على نظام المراقبة الأوروبي الجديد (EES) القائم على التحقق البيومتري الكامل، من خلال مسح بصمات الأصابع والوجه ومطابقة الوثائق إلكترونيا.
ويفترض أن يسهم هذا النظام، الذي يجري تطبيقه تدريجيا في معابر الاتحاد الأوروبي، في تعزيز الأمن والحد من الهجرة غير النظامية، غير أن تطبيقه في سبتة تسبب في إبطاء عمليات المراقبة بشكل كبير بسبب الحاجة إلى معالجة بيانات كل مسافر على حدة.
وفي الجانب الخاص بالمركبات، يستخدم عناصر الأمن الإسباني أجهزة لوحية إلكترونية لالتقاط بيانات السائقين والركاب، وهي إجراءات وصفتها الصحيفة بأنها “تقنية متطورة لكنها بطيئة في التنفيذ”.
وأفاد التقرير أن الوضع ازداد سوءا مع حلول الليل، حيث استمرت الطوابير حتى ساعات متأخرة، ما دفع العديد من المسافرين إلى العدول عن العبور نحو المغرب بعد أن فقدوا الأمل في تجاوز الازدحام. ووصف شهود عيان المشهد بأنه “أوضاع لا تليق بحدود أوروبية”، مشبهينها بـ“مشاهد من دول العالم الثالث”.
ويعتمد معبر سبتة – الفنيدق بشكل كبير على الحركة اليومية للزوار المغاربة الذين يدخلون المدينة لقضاء العطل أو التسوق، وهو ما يؤدي إلى اختناقات متكررة في أوقات الذروة.
وتأتي هذه التطورات وسط دعوات متزايدة من سكان سبتة والمجتمع المدني الإسباني إلى تحسين إدارة المعبر وتنسيق الإجراءات مع السلطات المغربية تفاديا لتكرار مشاهد الفوضى التي باتت تؤثر سلبا على حركة التجارة والسياحة والتبادل الحدودي بين الجانبين.