التعبير عن الابتسامة
“الابتسامة الرقيقة زورق حالم يسعى نحو شاطئ الأمان.” -“جورج غوردون بايرون”. ما أروع الابتسامة! فهي مفتاح المحبة، وهي الوسيلة التي نعبّر بها عن مكنونات ما في قلوبنا من جميل الشعور الصادق، وهي التي تنشر المودّة بين الناس.
الوجه البشوش المبتسم
يبعث الأمل في نفوس الآخرين، ويمنحهم التفاؤل وحب الحياة، فما أجمل من يدخل إلى بيته أو مكان عمله ويلاقي الناس بابتسامته التي تجعل الجو مزهرًا وبهيًّا!. قالَ: السماءُ كئيبةٌ! وتجهما قلتُ: ابتسمْ يكفي التجهم في السما! قال: الصبا ولّى! فقلت له: ابتــسمْ لن يرجعَ الأسفُ الصبا المتصرما تعكس الابتسامة طاقة إيجابية، لذلك يجب الحفاظ عليها حتى في الظروف الصعبة لأنّها تخفف على الإنسان من أحزانه، فبدل أن يجرّ حزنًا على آخر يبتسم ويقوّي نفسه بتذكيرها أنّ هذا الحزن لا يحلّ الأزمات!
على عكس الابتسامة التي تزيل الهمّ وتشعل الحماسة والغبطة في الروح والوجدان!. حثّ ديننا الإسلاميّ على الابتسامة لما لها من أثر عظيم في نفس الفرد والمجتمع ككلّ، إذ قال الرسول عليه أفضل الصلوات وأتمّ التسليم: (تبسُّمُكَ في وجْهِ أخيكَ لَكَ صدقةٌ) (حديث صحيح)، وهذه دلالة على أهميتها وحُسن ثواب من ينشرها!، فالابتسامة أيضًا لا تنبع إلا من نفس سمِحة تربّت على مكارم الأخلاق والتهذيب والاحترام ولين التعامل مع الآخرين، فالنفس الفظّة لا تتحلى بالسرور والتبسُّم، إذ قال الله تعالى في كتابه الكريم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران: 159).
فظاظة التعامل
لا تنتج إلا شخصًا ينفر الناس منه، واللطف وما يتبعه من ابتسامة يجعل الشخص محبوبًا بين الجميع، مؤثرًا بهم، ويقتدون به وبجميل أعماله. الابتسامة فنّ لا يتقنه إلا من عرف قيمته من الأعماق وأدرك أسرار القلوب السعيدة!، فهي كما قال فولتير: (الابتسامة تذيب الجليد وتنشر الارتياح وتبلسم الجراح: إنها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية) وكما قال يمان السباعي: (الإنسان دون أمل كنبات دون ماء، ودون ابتسامة كوردة دون رائحة، ودون إيمان بالله وحش في قطيع لا يرحم)، فهل هنالك أرقّ وأفضل من ابتسامة تُدخل السعادة إلى قلب كلّ حزين مهموم.