وذكر الكاتب جوشوا كيتينغ في مجلة “سلات” أنه “ليس فقط بنيامين نتنياهو الذي جاء هذا الربيع إلى واشنطن للحصول على بركة ترامب، بل إن الرئيس المصري كذلك وقف في البيت الأبيض الثلاثاء ليأخذ صورة هامة له مع ترامب الذي مدحه في الماضي بالقول إنه رئيس عظيم، وقال ترامب هذه المرة إنه يقوم بعمل عظيم، وإن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لم تكن أفضل مما هي عليه الآن”.
من جانبه رأى الباحث بمعهد الشرق الأوسط تشارلز دان أنه “يتضح الآن أن ترامب يدعم تعديلات السيسي للدستور المصري ليبقى رئيسا إلى الأبد، وأن يسيطر على القضاء، وترامب من ناحيته يريد أن يصبح مثل السيسي لو سُمح له بذلك”.
وعما يجمع ترامب بالسيسي من صفات، فقد غرد الباحث المتخصص في الشؤون المصرية ذاك غولد قبل لقاء الرئيسين في البيت الأبيض بالقول إن “العداء للصحافة وحرية الإعلام صفات تجمع الرئيسين، وعندما يجلسان في المكتب البيضاوي فلا تتوقع أن ينتقد ترامب السيسي فيما يتعلق بسجن واعتقال وتخويف الصحفيين”.
ماذا يريد السيسي؟
وفي حديثه للجزيرة نت، قال خبير بالشأن المصري -رفض ذكر اسمه- إن “أهم هدف للرئيس المصري الزائر للبيت الأبيض يتعلق بصورته مع ترامب التي تبعث برسائل طمأنة لكبار قادة الجيش المصري الذين يزعجهم تزايد الانتقادات من الكونغرس والجمعيات الحقوقية والإعلام الأميركي”.
وذكر الخبير الذي عمل في السابق مع وزارة الخارجية “لا يوجد جديد في هذه الزيارة على الإطلاق.. احتفاء متوقع من البيت الأبيض، وانتقاد منتظر من الكونغرس والإعلام، لكن ثوابت العلاقات راسخة كما كانت، ولا يؤثر الوضع الحقوقي المصري ولا تعديلات الدستور على إستراتيجية العلاقات”.
لكنه أشار إلى أن ما يقال في الغرف المغلقة بين الزعيمين قد يختلف قليلا عما نراه في العلن على شاشات التلفزيون.
ماذا يريد ترامب؟
ورغم إبداء الكثير من أعضاء الكونغرس مخاوف بالغة بشأن ما تردد عن توقيع مصر صفقة بملياري دولار مع روسيا لشراء أكثر من 20 مقاتلة “سوخوي-35” وأسلحة تستخدمها هذه الطائرات الروسية، فإن ترامب تجاهل الإجابة عن سؤال في هذا الشأن ورد قائلا “تم إحراز تقدم كبير فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وأمور أخرى مع مصر”.
ويمثل دعم ترامب وتجاهل البيت الأبيض لخطورة تبني النظام المصري للتعديلات الدستورية إقرارا بسمو المصالح الأمنية والإستراتيجية الأميركية مع مصر على تلك المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات.
ويعتقد البعض أن ترامب يسعى من وراء دعم السيسي للحصول على موافقة مصر على رؤيته لسلام الشرق الأوسط المعروفة باسم “صفقة القرن” المنتظر أن يتم الإعلان عنها قريبا.
وترى دراسة حديثة لمركز أبحاث الكونغرس أن الإدارة الأميركية تمهد للإعلان عن “صفقة القرن”. وبدأ ترامب بالاعتراف بمدينة القدس كعاصمة موحدة لإسرائيل في ديسمبر/كانون الأول 2017، قبل أن ينقل رسميا وعمليا السفارة الأميركية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس في مايو/أيار 2018.
ثم خفض ترامب المساعدات المالية المقدمة للسلطة الفلسطينية، وأوقف المساهمة الأميركية المالية لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومن ثم أغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وهو المكتب الذي كان يقوم بمهام تقترب من مهام السفارات والقنصليات الأجنبية في العاصمة الأميركية.
وأخيرا اعترف ترامب منذ أسبوعين بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة. ولم تعبر مصر إلا عن رفضها لهذه السياسات الأميركية، دون أن تتخذ أي إجراءات عملية.
وكان السيسي قد عبر عن دعمه لجهود ترامب خلال لقائهما بالبيت الأبيض في ربيع 2017، بالقول “ستجدني سيادة الرئيس بكل قوة ووضوح داعما لأي مساع لإيجاد حل للقضية الفلسطينية، وأنت تستطيع حلها سيد ترامب”