إغلاق مركز تطوان للتقني العالي لأسباب مجهولة، حرمان حوالي 240 طالبة و طالب من الحصول على شواهد عليا تأهلهم دخول عالم الشغل
تطوان / خولاني عبد القادر
تخضع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لوصاية الدولة، لضمان تقيد أجهزتها المختصة بأحكام القانون المنضم لها ، والحرص بوجه عام على تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالمؤسسات العمومية التابعة لها في حدود دائرة نفوذها الترابي، و العمل على تطبيق السياسة التربوية والتكوينية، مع مراعاة الأولويات والأهداف الوطنية المحددة من لدن السلطة الحكومية الوصية، كما تخضع الأكاديميات للمراقبة المالية للدولة المطبقة على المؤسسات العمومية وفقا للنصوص التشريعية الجاري بها العمل و تقوم بإعداد مخطط تنموي يشمل مجموعة من التدابير والعمليات ذات الأولوية في مجال التمدرسو التكوين طبقا للتوجهات والأهداف الوطنية، مع إدماج الخصوصيات والمعطيات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الإقليمية و الجهوية و الوطنية في البرامج التربوية ، و ذلك بوضع الخرائط التربوية التوقعية على مستوى الجهة بتنسيق مع الجهات المعنية وبالتشاور مع الجماعات المحلية والمندوبيات الجهوية للتكوين المهني ، و المساهمة في تحديد حاجيات الشباب في مجال التكوين المهني مع أخذا في الاعتبار الخصوصيات الاقتصادية الجهوية، ووضع وتطوير التكوينات التقنية الأساسية ذات الأهداف المهنية الخاضعة للنظام المدرسي …
الإجراءات التي لم تتم بمركز التقني العالي المتواجد بالثانوية التقنية الامام الغزالي بتطوان ، حيث تفاجأ الشباب الذين يتابعون دراستهم بالسلك الثانوي أو حاملي الشواهد البكالوريا أو الباكلوريا+2 أو الحاصلين على الإجازة التي ستخول لهم الترشح للحصول على شهادة تقني عاليا حر ، بأغلاق الفجائي لهذ المركز الوحيد بالإقليم ، اللذين كان طموحهم الحصول على شهادة تقني عالي متخصص لمدينتهم تطوان عوض طنجة أو مدن اخرى لا ربما لا تظم الشعب المتميزة التي تتوفر عليها المدرسة ، الفعل الذي تسبب في توقف الشعب الأربعة هي/ الكهروميكانيكي للأنظمة الآلية ، الإنتاج ، شبكات نظم المعلومات ، و شعبة الشركات الصغيرة و المتوسطة ، والتي كان من المفروض أن تعمل المؤسسة على تكوين أكثر من 240 طالبا سنويا، فيأربع شعبة تضم 60 طالب و طالبة.
هذا في الوقت الذي كان من المنتظر توسيع المركز التقني العالي بتطوان لولوج عدد مهم من الطلبة،حيث كان معهد تطوان السباقة وطنيا لاحتضان شعب التقني العالي لما يزيد عن 16 سنة من التكوين ، لاسيما وأن المركز التقني العالي كان يتوفر على المعدات التطبيقية والتجهيزات وأساتذة مكونين في مختلف التخصصات، مما جعل المدينة تستقطب الطلبة من مختلف أنحاء المغرب، في حين هذا الإغلاق خلف تدمر و استياء عميق فلي صفوف طلبة المنطقة ، الذين حرموا قصرا من التكوين و الحصول شهادة التقني العالي الوطنية التي تعتبر من الشواهد العليا التي تمنحها وزارة التربية الوطنية لتكوينات ما بعد البكالوريا، على غرار الأقسام التحضيرية للمدارس العليا التي تستغرق الدراسة فيها سنتين بعد البكالوريا، حيث يتلقى الطلبة تكوينا نظريا وتطبيقيا وتدارب ميدانية داخل شركات خاصة و عامة بمدينة طنجة الصناعية ، مما يخول لحامل الشهادة ولوجا سوق الشغل من بابه الواسع ، و لما استكمال الدراسات العليا ، في حين اجراء الإغلاق غير المبرر ضرب عرض الحائط تكافؤ الفرص بين مختلف أقاليم جهات المملكة في ميدان التكوين والتشغيل ، خاصة أن طلاب هذا المركز كانوا يستفيدون بفعل قرب المركز من مدينة طنجة القطب الصناعي الثاني للمملكة بعد الدار البيضاء ، و الغريب في الأمر أنه لم يتم إغلاق مراكز صغيرة بمدن أخرى لا تتوفر على فرص مماثلة كتلك التي يتوفر عليها إقليم تطوان و المنطقة برمتها.
و هذ الإغلاق سوف يساهم لا محالة في تعميق أزمة شباب تطوان وحرمانهم من التكوين و ولوج عالم الشغل ، خصوصا وأن المنطقة تعيش ظروف صعبة استثنائية بفعل إغلاق باب مدينة سبتة المحتلة و تفشي جائحة كورونا ، حيث سيحرم شباب المنطقة من هاته الشواهد الوطنية التي ستفتح لهم أبواب الشغل و تبعدهم عن شبح البطالة ، مما يتطلب التدخل الفاعل و العاجل لوقف هذه الفعل و البحث في الأسباب و الدوافع الموضوعية لهذا الإغلاق من خلال ارسال لجان التفتيش و المراقبة الإدارية و المالية للوقوف على حقيقة الوضع…
و هنا نتساءل و معنا الرأي العام المحلي ، لماذا لم تقوم الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بمراقبة حالات المؤسسةلا من حيث الصيانة أو التجهيزات ومدى توفرها على وسائل العمل الضرورية ، و أين هو البرنامج التوقعيالمتعدد السنوات للاستثمارات المتعلق بهذه المؤسسة التكوينية، وذلك على أساس الخريطة التربوية التوقعية…