بقلم/ سمية أخمال
عن دار النشر و التوزيع سليكي أخوين بطنجة، صدرت مؤخرا رواية ” أحلام ” للكاتب والروائي المغربي إبراهيم حريري، وقد صدرت الرواية في طبعتها الأولى مارس / 2021 وهي من الحجم المتوسط وعدد صفحاتها 224.
هذه الرواية هي الثالثة له بعد روايته الأولى “شامة او شتريت ” الصادرة سنة 2013 عن دار إفريقيا الشرق والرواية الثانية ” محجوبة” الصادرة سنة 2016 عن نفس الدار.
الروائي إبراهيم حريري متميز بأسلوبه الذي ينهج الجمع بين اهتمامات متعددة يتداخل فيها السياسي بالاجتماعي والخرافي بالأسطوري والثقافي بالديني، وهو ذو تكوين تاريخي وباحث مهتم بالشؤون الإفريقية والساحل، والشؤون السياسية المغربية والعربية وكذلك مهتم بتاريخ الظواهر الآنية في العالم العربي.
عنوان الرواية “أحلام” يحيل على البطلة وهو إسم نسائي ثالث ينضاف إلى الاسمين النسائيين الذين عنون بهما الكاتب روايتيه السابقتين، كما أنه يحيل أيضا على أحلام كل أبطال الرواية.
تدور أحداث رواية جديدة ” أحلام ” في فضاء الصحراء حيث تتحدث عن حرب الصحراء والمعاناة الناتجة عنها والتي يعيشها الأسرى المحتجزون في تلك القاحلة وكذلك أهاليهم الذين يعانون نفسيا إثر ذلك. فالكاتب يغوص بنا عبر سرده المتميز في عوالم يؤثثها التاريخ والأسطورة والفكر والسياسة كما يتشابك فيها الواقع بالخيال حتى يكاد القارئ يتيه بينهما.
البطلة أحلام مثال حي حيث تجهل مصير أبيها “محمد بن صالح ” الذي فقدته وهي بعد طفلة في الخامسة وكبرت وهي لا تعرف إن كان أبوها حيا يرزق او ترقد رفاته في قبر ما في المدى الصحراوي الموحش. فانطلقت في رحلة البحث عنه بكل الطرق الممكنة برفقة والدتها وبمساعدة أشخاص آخرين أهمهم المفكر والمناضل فريد لزرق.
مقتطف من الرواية حول السلمية التي هي تدخل في موضوع الرواية أيضا:
لم تكن ولن تكون السلمية حركة اجتماعية فكرية في عالمنا الذي نشأة دوما من معارك،
من صفِّين، انفصلنا صفَّيْن،
من دخول بونبارت القاهرة، وُلدت النهضة،
من ايسلي بُعث الحراك المغربي دونما نتائج،
نحن نستنشق الحروب، في الحروب شهادة ولادتنا وفي الحروب جثتنا الممددة،
نَحْنُ نَحِنُّ للحروب وننسى أبناءنا الذين سقطوا،
المجد للدكتاتور، ليمُت الشعب و يحيا هو،
أين أنت يا أبي؟ أين أنت يا محمد بن صالح ؟
والحقيقة التاريخية سجلت أن الشعوب استمدت انبعاثها و حياتها الجديدة في الحرية من خلال الحروب.