أصدر للباحث عزيز لعويسي كتابا جديدا تحت عنـوان “مسألة الأرشيف في المغرب: تراث وحداثة”، عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط.
و هو عبارة عن مجموعة من المقالات التي نشرها الباحث على امتداد ما يزيد عن السنة في العديد من الجرائد الورقية والإلكترونية، وحاول من خلالها مقاربة الأرشيف المغربي من حيث أبعاده القانونية والتنظيمية والحقوقية والحداثية والتربوية وغيرها، إسهاما في التعريف بالمؤسسة الراعية للأرشيف العمومي وتقريب ما تضطلع به من أدوار وتدخلات متعددة المستويات من الإعلام ومن الجمهور، في سبيل صون الذاكرة الجماعية وحماية التاريخ الوطني ورعاية الهوية المشتركة.
وفي تقديمه للمؤلَّف، يقول الأستاذ الجامعي والمؤرخ جامع بيضا، مدير أرشيف المغرب: “ربط المؤلف إحداث مؤسسة أرشيف المغرب بدينامية الإصلاح التي شهدها المغرب خلال العقدين الأخيرين، والتي شكلت تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة إحدى تجلياتها البارزة؛ فخلال توصياتها صدر القانون المنظم للأرشيف في 30 نونبر 2007، ثم تلاه إحداث مؤسسة أرشيف المغرب سنة 2011. كما أكد الكاتب على أن تنظيم الأرشيف وثيق الصلة بالمسؤولية والمحاسبة، نظرا للقيمة الإثباتية للأرشيف، علاوة على قيمتها في صون الذاكرة الوطنية”
وأضاف أيضا: “كثيرا ما تجاوز عزيز لعويسي في مقالاته درجة الوصف ليناقش بجرأة من موقع كاتب رأي ينافح عن قضية هذا الوضع أو ذاك، مع إبداء اقتراحاته بكل صراحة، ربما أحيانا قد لا يجرأ عليها من هو مقيد بواجب التحفظ. ويتعين على القـارئ وهو يطالع هذا الكتاب أن يستحضر أن أصله عبارة عن مقالات متفرقة تفاعل فيها صاحبها مع همومه المتعلقة بالأرشيف، وأطلق العنان لخواطره دون التقيد بالمناهج الأكاديمية الصارمة؛ فقد كان همه قبل كل شيء هو إثارة انتباه عمـوم القراء وأصحاب القرار، وتوعية المواطنين بلغة صحافية تخللها التكرار أحيانا (وهو محبذ في هذا المقام)، كما أنها أحيانا أخــرى تكون مشحونة بعواطف نضالية صادقة”.
وأضاف مدير “أرشيف المغرب” في معرض تقديمه : “لما أسدلت جائحة كورونا غيوم الرعب على الأنام، أبى الكاتب مرة أخــرى إلا أن يتفاعل مع هذا الواقع المخيف وغير المسبوق، فطرح للنقــاش عبر وسائل التواصل الاجتماعي أسئلة وجيهة مرتبطة بالأرشيف في زمن “كوفيد 19″ وما بعده، حيث سيسـود لا محالة التعامل الرقمي والتكنولوجي أكثر من أي وقت مضى. ولا أبالغ إذا قلت إن لعويسي قد أبلى البــلاء الحسن في معالجة هذا الموضوع، واستحق أن ينعت بالباحث المتميز في قضايا الأرشيـف…”.