تزايد الحديث في هذه الآونة الأخيرة حول مجموعة من الأفكار التي تنادي بها الحركات النسوية وتحديدا في عالمنا العربي بين مؤيد ومعارض، وفي هذا السياق تحديدا لا بأس أن نوضح بعض النقط حول هذا الموضوع بالتحديد تنويرا لبعض العقول التي تحب النور وتكره الظلمات، أما الذين يحبون المستنقعات والصيد في الماء العكر فلا يهمنا أمرهم “دعهم في غيهم يعمهون”.
عندما نوجه النقد لبعض ممارسات الحركة النسوية فنحن لا ننتقد المرأة أو نحط من قيمتها أو شأنها كما يحاول البعض الترويج، بقدر ما نوجه نقذنا للنظام الرأسمالي الذي جعل المرأة عبارة عن سلعة للعرض في المحلات التجارية، في الإشهار، في الإعلام، بمساعدة وتوظيف من هذه الحركات نفسها التي تدعي دفاعها عن حقوق المرأة وهذا يتم دون علم منهن، لأنهن منبهرات بالغرب ولذلك يرددون كل شيء يأتي من عنده دون دراسة أو تحليل فالغرب عندهم هو النموذج. زد على ذلك أن النظام الرأسمالي لا يهتم بحقوق المرأة أصلا هو يريد خروج المرأة من البيت والاشتغال في الشركات والمعامل من أجل شراء المنتجات وتحريك السوق الاستهلاكي.
فحسب دراسة أجرتها مجلة فوربس تبين أن المرأة مسؤولة عن 70 حتى 80% من قرارات الشراء عكس الرجال الذين لا يهتمون بالكماليات. والدليل واضح فالشركات حاليا توظف النساء وتعطيهم أسبقية على الرجال لسبب واحد هو أن المرأة بالنسبة لهم تقبل بأجر قليل مقارنة مع الرجل لأنها لا تتحمل أي مسؤولية؛ ليس مفروضا عليها أن تتحمل مسؤولية الأسرة من توفير السكن وأداء الفواتير، والإنفاق لأنه لا في الدين الإسلامي الذي نتبنى مرجعيته ولا في المجتمع يُفرض على المرأة أن تتحمل المسؤولية أو حتى تنفق على نفسها، في نفس الوقت لا تحتج بسبب ساعات العمل الطويلة أو تقوم بإضراب لأنها تعتقد أن العمل هو منة وليس حق من الحقوق ولذلك فهي سعيدة بعملها وتعتبر العمل إنجازا ضخما عكس الرجل من الناحية النفسية، ولذلك تحاول الحركات النسوية أن تصور للمرأة أن العمل استقلال حرية تفوق به تفرض المرأة نفسها في المجتمع.
ونفس الشيء في الوظائف دائما المرأة لها أسبقية في هذا العصر والسبب وضحناه سالفا. بالإضافة الى تدمير الأسرة لأنهم يعلمون أن المرأة هي عماد الأسرة وهي المجتمع كله ولذلك يضعونها نصب أعينهم من أجل تدمير المجتمع ككل كما قال المفكر المهدي المنجرة أنك إذا أردت تدمير الأسرة إجعل المرأة تخجل من وصفها ربة بيت وحينها تصل لهدفك، تدمر الأسرة وبعدها المجتمع.
تقول قائلة: النساء ذكيات والدليل أنهن يتفوقن في الدراسة على الرجال. نقول نعم يتفوقن لأن المدرسة بطبيعتها تربي على الخضوع والطاعة وتعلم الإنسان الإيمان بالمعتقدات السائدة وعدم النقد وهذا هو سر التفوق. زد على ذلك أن الغالبية العظمى من العباقرة والمفكرين الذين غيروا مسار العالم لم يكونوا من المتفوقين دراسيا إلا أنهم وضعوا بصمتهم في التاريخ. بمعنى أن تفوقك في المدرسة لا يعني أنك ذكي بقدر ما يعني أن عقلك مهيأ ليسير على نفس الخطى والمنوال الذي سار فيه غيرك وهذا يتنافى مع العقل الإبداعي الذكي الذي يحلل ويفكك الأمور ولا يؤمن بالمسلمات. في الجامعة طبعا تصبح المؤهلات الجسمانية والتمييز الإيجابي بمعناه الجنسي كما نرى هي المحدد للنجاح والتفوق والحصول على الشواهد والميزات بعدها الوظائف، بسبب بعض “المرضى النفسيين” الذين ملؤوا الجامعات والشرمات، وهذا واضح للعيان ونعرفه لأننا لم ننزل من كوكب زحل حتى تمر علينا مثل هذه المغالطات مرور الكرام. وهذا طبعا لا ينفي وجود قلة من الشريفات إلا أنهن ومع الأسف قلة.!
عودة للموضوع حتى نوضح ما يجب أن يوضح ونضع النقاط على الحروف. الشعارات والأفكار التي تنادي بها الحركة النسوية، في الأصل الرجال هم أصحابها وهم الذين يسيرون هذه الحركة من وراء الستار مثل مسرح العرائس ويضعونها في الواجهة للوصول لأهدافهم الحقيقية كما قلنا.
يعني أنت هنا مجرد مدافعة عن نظام رأسمالي استغلالي استطاع أن يلعب على عاطفتك ويبيع لك الوهم، ويقنعك أنك فعلا مظلومة، والحقيقة أن كل ما يهمه هو جعلك أداة للربح والاستغلال. المسألة لا تتعلق بحرية المرأة بقدر ما تتعلق بحرية السوق حرية الاستهلاك حرية الرأسمال حتى يستفيد المستفيدون ويبقى في العذاب المعذبون في الأرض كما كتب الأديب طه حسين. لنا عودة للموضوع