عقد الاجتماع الوزاري الثامن للمجلس الاستشاري ممر الغاز الجنوبي في باكو يوم 4 فبراير، حيث يعتبر هذا الاجتماع جزء من خطة العمل الوقائية نتيجة الأزمة الحاصلة بين روسيا وأوكرانيا وتأثيرات ذلك على إمدادات الغاز في الأسواق الأوروبية.
تتزايد احتمالية أن تمنع روسيا إمدادات الغاز الواصلة إلى أوروبا إذا اندلعت حرب في أوكرانيا يومًا بعد يوم، لذلك يريد الغرب توسيع إمدادات الطاقة من خلال مصادر بديلة، تصدر أذربيجان غازها الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية عبر ممر الغاز الجنوبي، وتتمثل القضية الرئيسية لاوروبا الآن في تنويع إمدادات الغاز، يريد الغرب هذا التنويع لدرجة أنه سيكون منافس الغاز الروسي في الاسواق العالمية وسيكون ضاغط على امتداد الغاز الروسي.
في عام 2021، صدرت أذربيجان 19 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، 8.5 مليار متر مكعب إلى تركيا، و 7 مليار متر مكعب إلى إيطاليا، وتم تصدير الحجم المتبقي إلى الدول الأخرى الأعضاء في ممر الغاز الجنوبي، جورجيا واليونان وبلغاريا.
وقال الرئيس إلهام علييف “أنا واثق من أن ألبانيا، سيكون شريكا لنا، وستتلقى الغاز الأذربيجاني بمجرد اكتمال شبكة توزيع الغاز”. إن مشاركة عدد أكبر من الدول والشركات في الاجتماع مقارنة بالعام الماضي مؤشر على الحاجة إلى الغاز الأذربيجاني في الأسواق الجديدة.
الغرب، الذي تصرف مرات عديدة ضد مصالح أذربيجان بمعايير مزدوجة، يسعى الآن للحصول على المساعدة من باكو، عامل الغاز يزيد من أهمية اذربيجان بالنسبة للغرب مما يعني خلق جبهة جديدة ضد أرمينيا.
لم تعد أرمينيا في طليعة الغرب، لأنها لا تمتلك موارد طاقة فحسب، بل إنها تتجاوز كل المشاريع الإقليمية والدولية، ولن تتخلى أذربيجان عن هدفها المتمثل في تنويع غازها، كما تدعم باكو بشكل كبير إطلاق مشروع عبر قزوين.
الاستنتاج الذي يمكن استخلاصه من الاجتماع هو أن الغاز الأذربيجاني سيعزز مكانته في الأسواق الأوروبية وسيزداد حجم الغاز المصدر إلى هذه الأسواق العالمية.
المستشرق والباحث هاشم محمدوف