إعداد د. مبارك أجروض
بداية شتوية بامتياز، يشهدها طقس بلادنا حالياً، معلناً عن قرب قدوم فصل الشتاء، بزخات قوية من أمطار الخير والرحمة، وأجواء باردة، وعلى الجانب المقابل؛ تستعد عدة أسر باتخاذ إجراءات احترازية مختلفة؛ لمواجهة تغير الفصول، وما يصاحبها من أمراض موسمية تمر على معظم البيوت، وتصيب الأطفال بشكل أكبر؛ لصغر السن، وضعف المناعة، فيما تكثر وتنتشر في الفصول الدراسية؛ لازدحامها، وضيق مساحتها، التي تساعد على سرعة انتشار العدوى بين التلاميذ.
ولهذه الغاية تبذل الأمهات والآباء قصارى جهودهم للحفاظ على صحة أطفالهم خلال هذه الموسم الشتوي، ولكن في بعض الأحيان تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن حتى مع أكثر الإجراءات الوقائية حذراً. ولا تخفى علينا جميعا ظروف جائحة Covid-19 التي يمر بها العالم وما زال يتكبد بسببها الخسائر الفادحة في الأنفس والأموال. لهذا، عندما يصاب الأطفال بأعراض شبيهة بنزلات البرد أو الإنفلونزا، فإن إبقاءهم في المنزل يمكن أن يساعدهم على التعافي بشكل أسرع، كما أنه يساعد على منع انتشار الفيروس إلى أطفال آخرين في المدرسة، وهو أمر مهم للحفاظ على صحة كل شخص.
يوصي المختصون في الرعاية الصحية بأن يبقى الأطفال المرضى في المنزل حتى تمام التعافي، أي بعد حوالي 24 ساعة بعد أن تبدأ الأعراض في التحسن، ولكن في بعض الحالات، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كان الطفل بإمكانه العودة إلى المدرسة، ولكن إذا وضع في الاعتبار العلامات التالية فسوف تساعد الأمهات والآباء في اتخاذ القرار الصائب:
<< علامات المرض التي يجب متابعتها
* الحمى والقيء والإسهال
من الأفضل إبقاء الطفل في المنزل عندما تصل درجة حرارته إلى 38°؛ حيث تشير الحمى إلى أن الجسم يقاوم العدوى، مما يعني أن الطفل ضعيف، ومن المحتمل أن يكون مرضه في هذه المرحلة معديًا، لذا ينصح بالانتظار 24 ساعة على الأقل بعد زوال الحمى وعودة درجة الحرارة الطبيعية.
ويعد القيء والإسهال من الأسباب المهمة لإبقاء الطفل في المنزل، وهذه الأعراض كما هو معلوم يصعب التعامل معها في المدرسة، وغالباً تعني أن الطفل قادر على نشر العدوى، وذهاب الطفل إلى المدرسة بهذه الأعراض يجعل من الصعب الحفاظ على نظافة الحمامات مما يؤدي لنشر العدوى، وينصح بالانتظار 24 ساعة على الأقل بعد اختفاء القيء والإسهال قبل اتخاذ قرار عودة الطفل إلى المدرسة.
* التعب والسعال المستمر أو التهاب الحلق
إذا كان الطفل يشعر بالتعب والإرهاق بشكل يتجاوز ما هو متوقع من مرض معتدل، كأن يعاني من سبات عميق أو خمول فهذا يعني أن المرض شديد، وبالتالي يجب تقييم حالته من قبل طبيب الأطفال على الفور، والحرص على أن يرتاح في سريره، وأن يظل رطباً وذلك بإعطائه السوائل الدافئة.
ويعتبر السعال المستمر مزعجا في الفصل، كما أنه واحد من الطرق الأساسية لنشر العدوى الفيروسية، فإذا كان الطفل يعاني من التهاب حاد في الحلق وسعال دائم، فالاحتفاظ به في البيت أكثر آمنًا، أما وإذا كان الطفل يعاني من التهاب الحلق فقد يكون يعاني من cyclocoque، وهي بكتيريا شديدة العدوى، ولكن يمكن علاجها بسهولة بالمضادات الحيوية.
* تهيج العيون أو الطفح
يمكن أن يكون من الصعب على الطفل التركيز في دروسه مع تهيج العين والحكة، وفي بعض الحالات قد يكون démangeaison de la peau من أعراض عدوى أخرى، لذا فمن الأفضل أن أخذ الطفل إلى الطبيب، وعادة ما يكون إبقاؤه في المنزل أفضل ما يجب فعله، وإذا كان الطفل مصابًا بـconjonctivite، أو œil rose، فيجب تشخيص حالته على الفور، لأن هذا المرض شديد العدوى، ويمكن أن ينتشر بسرعة عبر المدارس ودور الحضانات.
* مظهر الطفل وسلوكياته
هل يبدو الطفل شاحبًا أو متعبًا ؟ هل يبدو عصبياً أو غير مهتم بالقيام بأنشطة يومية عادية ؟ هل تواجه الأمهات والآباء صعوبة في جعل الطفل يأكل أي شيء ؟ هذه كلها علامات مطلوبة في المنزل.
* الألم
غالبًا ما تشير آلام الأذن والمعدة والصداع وآلام الجسم إلى أن الطفل لا يزال يقاوم الإنفلونزا، وهذا يعني أنه يمكن بسهولة نشر الفيروس لأطفال آخرين، لذلك فمن الأفضل إبقاء الطفل في المنزل حتى تختفي الآلام. وإذا كانت الأمهات والآباء ﻻ يزالون يواجهون صعوبة في اتخاذ قرار عودة الطفل إلى المدرسة أو بقائه في المنزل؛ فمن اللازم الاتصال بالمرسة وكذلك التحدث مع الممرض للحصول على المشورة المفيدة، وغالبية المدارس لديها إرشادات عامة حول المرض، وقد تكون هذه الإرشادات متوفرة أيضًا عبر الإنترنت.
<< كيفية إدارة أيام مرض الطفل
إذا قررت الأمهات والآباء أن طفلهم يحتاج إلى البقاء في المنزل وهم تعمل.. فهل يجب عليهم أخذ يوم عطلة مرض ؟ إذا كنت أمًا لا تعملين فقد يكون من الصعب عليك الموازنة بين المهام الأسرية ورعاية الطفل المريض، وفي ما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها الاستعداد لأيام مرض الأطفال:
ـ اسأل عن الخيارات:
يجب معرفة الخيارات المختلفة، فقد يكون في الإمكان أخذ إجازة مرضية، كما يمكن التعاون في إدارة أمور المنزل والأطفال إذا كانت الأم والأب يعملان.
ـ ترتيب البديل:
رتب مع أحد أفراد العائلة أو أحد الأصدقاء أو شخص آخر.. للبقاء مع الطفل المريض عند الضرورة، ووجود شخص متاح للمساعدة في هذه الأوقات أمر لا يقدر بثمن عندما لا تستطيع الأم والأب البقاء في المنزل.
ـ تحضير الإمدادات:
تحديد رف أو خزانة للأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، والبخاخات، والمناديل الورقية، ومناديل مضادة للبكتيريا بحيث تكون جاهزًا لموسم الإنفلونزا، والحفاظ على هذه الأدوات في مكان واحد مفيد أيضًا لأي شخص يأتي إلى منزلك لرعاية طفلك.
ـ الحرص التام على النظافة:
من الضروري التأكد من أن الطفل يغسل يديه جيدا وباستمرار، وتعليمه أن يسعل أو يعطس في المناديل أو في مرفقه ولا يسعل أو يعطس في يديه، وهذا سيساعد في منع نشر الفيروس لأشخاص آخرين، ومن المهم أيضًا التأكد من حصول الجميع على السوائل الكافية، والنوم الكافي.
ـ تدابير وقائية أخرى:
من الضروري الحرص على عدم مشاركة المناشف والأطباق والأواني مع الطفل المريض، واستخدام المناديل المضادة للبكتيريا لتنظيف الأسطح المشتركة، مثل مقابض الأبواب والحنفيات والأحواض…
<< متى يكون إرسال الطفل إلى المدرسة آمناً ؟
قد يكون من السهل معرفة ما إذا كان الطفل مريضا للغاية، ولكن قد يكون من الصعب على الأمهات والآباء في كثير من الأحيان تحديد الاستعداد للعودة إلى المدرسة، وفيما يلي بعض الإرشادات التي يمكن من خلالها أن أخذ القرار حول ما إذا كان الطفل مستعدًا للعودة إلى المدرسة أم لا.
* انتهاء الحمى
بمجرد انتهاء الحمى، عادة ما تكون عودة الطفل إلى المدرسة آمنة، إلا إذا كان الطفل لا يزال يعاني من أعراض أخرى مثل الإسهال أو القيء أو السعال المستمر.
* تناول الدواء
قد يكون بإمكان الطفل العودة إلى المدرسة بعد أن يكون تناول الدواء لمدة لا تقل عن 24 ساعة، طالما أنه لا يعاني من حمى أو أعراض خطيرة أخرى، ويجب التأكد من أن مديرة/مدير المدرسة والطفل على علم بهذه الأدوية ومواعيدها وجرعاتها.
* إذا كان الطفل يعاني من أعراض خفيفة فقط
يمكن للطفل أيضا العودة إلى المدرسة إذا كان يعاني فقط من سيلان خفيف وأعراض أخرى، ولكن من الضروري التأكد من توفير المناديل الورقية له، والتأكد من إعطائه دواءً بدون وصفة طبية.
* مظهر الطفل وسلوكه
إذا كان الطفل يبدو أفضل ويتصرف بطريقة أقرب للطبيعي، فهذا يعني أن حالته تحسنت، ومن الآمن عودته إلى المدرسة.
في النهاية، يمكن الاعتماد على الحدس.. فالأمهات والآباء يعرفون طفلهم بشكل أفضل من أي شخص آخر، لذلك سيتمكنون من معرفة وقت شعوره بأن حالته تحسنت، وهم (الأمهات والآباء) من يمكنهم الإجابة عن الأسئلة التالية: هل يبدو الطفل مريضا للغاية ؟ هل يلعب ويتصرف بشكل طبيعي، أم أنه يفضل البقاء على الأريكة محاطاً بالبطانية ؟ يجب الثقة في الحدس لاتخاذ أفضل قرار، وإذا كان لديهم أي شكوك فيمكنهم دائما استشارة طبيب الأطفال.