ألماس يكشف وجود خزان للصهارة البدائية

الألماس هو كبسولة زمنية مثالية توفر لنا نافذة إلى أعماق الأرض، وبالتالي يمكن اعتبار هذه الأحجار الثمينة التي تقذف إلى السطح نتيجة الانفجارات البركانية العنيفة صلةَ الاتصال الوحيدة مع أعماق كوكبنا الداخلي، لكون الألماس المقذوف من باطن الأرض يختلف عن ذلك الذي يتشكل على أعماق طفيفة قرب السطح.

الصهارة البدائية
وقد أثمر التعاون الدولي الأكاديمي ما بين أستراليا وكندا وألمانيا والمملكة المتحدة والبرازيل عن تصديق فرضيات الجيولوجيين السابقة، وذلك عندما أثبت الفحص الدقيق لقطع من الألماس المتشكل على عمق سحيق تحت سطح الأرض فرضية وجود خزان ضخم من الصهارة البدائية في مكان ما داخل باطن الأرض، كما أنه لا يزال يحتفظ بحالته البدائية دون أي تغيير منذ ما يزيد عن 4 مليارات عام.

ويعتزم الباحثون عرض نتائج عملهم في مؤتمر غولدشميت الذي سيعقد في برشلونة غدا الجمعة، وذلك بعد أن نشرت ورقتهم البحثية في دورية ساينس يوم 16 أغسطس/آب الجاري.

يعتقد الجيولوجيون أن طبقة الوشاح قد انضغطت ما بين قشرة الأرض ونواتها الفائقة الحرارة، ووصفت أيضا بأنها طبقة صلبة في معظمها غير مرئية ومترامية الأطراف، ومن المستحيل تقريبا دراستها.

وقد اقترحت فكرة وجود صهارة بدائية معزولة ضمن هذه الطبقة لأول مرة في الثمانينيات، وذلك عندما لاحظ الجيولوجيون أن الحمم البركانية تحتوي على نسبة عالية وغير عادية من نظير الهيليوم 3 ونظير الهيليوم 4.

وبمقارنتهما مع جميع المواد الأخرى الموجودة على سطح الأرض، وجدوا أن هذه النسبة تتشابه وبشكل ملحوظ مع النسبة الموجودة في النيازك القديمة التي تحطمت عند اصطدامها بالأرض، مما يعني أنها حملت مع الحمم البركانية من منطقة ما تشبه الخزان لما يمكن أن يكون صهارة بدائية. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.