تشكل الذكرى الرابعة والعشرين لاعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس عرش أسلافه الميامين، التي يحتفل بها الشعب المغربي في 30 يوليوز الجاري، مناسبة للوقوف على العديد من الإنجازات الرياضية، وخاصة في مجال كرة القدم، والتي تعد ثمرة العمل الجبار لتطوير البنيات التحتية الرياضية، والنهوض بالعنصر البشري من خلال تكوين رياضيين بمواصفات عالية الجودة.
وبفضل القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أنشأت أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، والتي تعد نموذجا مرجعيا في مجال التكوين الرياضي وبروز المواهب.
وتشكل الأكاديمية التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2010 بسلا الجديدة، مبادرة ملكية رائدة تروم تطوير كرة القدم الوطنية على كافة المستويات، وتعزيز إشعاعها على المستويين العالمي والقاري.
ويعكس هذا المشروع الهيكلي، الذي يؤتي ثماره، الرعاية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها للرياضة والرياضيين، كما يترجم الحرص الدائم لجلالته على تعزيز ممارسة الرياضة عموما وكرة القدم على الخصوص، من خلال توفير بنيات تحتية هائلة وتكوين ذي جودة عالية.
وانطلاقا من الأدوار المنوطة بها والأهداف التي أسست من أجلها هذه المؤسسة الرياضية، فقد نجحت الأكاديمية التي تجمع بين الرياضة والدراسة، فعلا في تكوين وإنتاج لاعبين من المستوى العالي يشكلون اليوم العمود الفقري للمنتخب الوطني لكرة القدم الذي شارك في نهائيات كأس العالم 2022 بقطر، والذي حقق أفضل إنجاز إفريقي وعربي بوصوله إلى دور نصف النهائي.
وفضلا عن تقديمها نموذجا مرجعيا في مجال تكوين اللاعبين ومشتلا لصقل العديد من المواهب الرياضية، تعتبر الأكاديمية سر نجاح والتألق اللافت للمنتخبات الوطنية على المستويين العالمي والقاري، وكذا وراء بروز اللاعبين المغاربة في أوروبا خلال السنوات الماضية.
وهكذا، فإن الأداء المتميز لأشبال وليد الركراكي في مونديال قطر يعد ثمرة سنوات طويلة من الاستثمار في تكوين اللاعبين وتألقهم، مثل مهاجم نادي إشبيلية يوسف النصيري، ونايف أكرد لاعب ويستهام يونايتد الانجليزي، وعز الدين أوناحي الذي يمارس في أولمبيك مارسيليا إضافة إلى أحمد رضى التكناوتي لاعب فريق الوداد الرياضي.
وتركت الأكاديمية أيضا بصمتها في منافسات كأس افريقيا للأمم لأقل من 17 سنة، التي نظمت بالجزائر، حيث شارك في هذه البطولة القارية ما لا يقل عن تسعة لاعبين من خريجي الأكاديمية، من بين قائمة ضمت 26 لاعبا، ضمن صفوف المنتخب الوطني الذي توج بالميدالية الفضية لكأس إفريقيا للأمم في هذه الفئة عقب انهزامه في المباراة النهائية أمام السنغال (1-2).
وتواصلت الثمار الوافرة للأكاديمية أيضا مع تتويج المنتخب الوطني لأقل من 23 سنة باللقب القاري في هذه الفئة للمرة الأولى في تاريخه، بفضل مساهمة ثلاثة لاعبين من خريجي الأكاديمية (أسامة ترغالين وأكرم النقاش وحارس المرمى علاء بلعروش)، الذين كانوا من بين صناع اللقب وضمان تأهل المنتخب الأولمبي إلى الألعاب الأولمبية باريس 2024.
وبهذه الإنجازات، تواصل كرة القدم المغربية تألقها على الساحة القارية والدولية في مختلف الفئات العمرية، وكذا قدرتها على مواصلة توهجها والحفاظ على مستواها وحضورها اللافت لسنوات عديدة على أعلى مستوى وبالتالي الاستمرار في كتابة صفحات رائعة في تاريخها.
وفي هذا السياق، أكد الإطار التقني الوطني عبد الرزاق الشليح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم هي نتاج لعبقرية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي مافتئ يولي أهمية خاصة للقطاع الرياضي بصفة عامة، ولتطوير ممارسة كرة القدم بصفة خاصة.
وأضاف المدرب السابق لأندية وطنية وأجنبية أن إحداث الأكاديمية، التي تهدف إلى تكوين لاعبين من مستوى عال، نابع من الرؤية الثاقبة لجلالة الملك وبعد نظره في رؤية معلمة رياضية نموذجية رائدة في مجال صنع أبطال الغد .
وتابع أن هذه المنشأة الرياضية الرائدة توفر أحدث النظريات العلمية والبيداغوجية في ميدان تلقين محتويات التدريب والتكوين وكافة الوسائل اللوجستيكية والظروف الملائمة حتى يستفيد اللاعب والمدرب من خدماتها وتحسين مستوياتهم الرياضية.
وأشار إلى أن بعض من خريجي الأكاديمية ساهموا في دعم أندية وطنية بتجربتهم الكبيرة التي راكموها خلال فترة تكوينهم بهذه المؤسسة الكروية الكبيرة، مضيفا أن هذه التجربة ترجمت أيضا بعدد من الأندية الأوروبية خاصة تلك التي مارس بها خريجو الأكاديمية.
وكانت وسائل إعلام دولية كبيرة قد سلطت الضوء على هذه المنشأة الرياضية ذات المواصفات العالمية، مبرزة النهضة الكروية المحققة بالمغرب، والتي أضحت ممكنة بفضل الرؤية الملكية المتبصرة.
واعتبرت أن هذه المغامرة بدأت بافتتاح أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تعد ثمرة رؤية ملكية لإعطاء دفعة جديدة للرياضة الوطنية.
وفي سياق متصل، كتب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” على موقعه الالكتروني، أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم تعد مفتاح نجاح المنتخب الوطني المغربي في مونديال قطر 2022.
وأبرز أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أطلق العديد من المشاريع التنموية في مجالات مختلفة منها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم التي تهدف إلى اكتشاف المواهب في مختلف مناطق المغرب وتنميتها وتسهيل انتقالها إلى الأندية الأوروبية.
والواقع أن هذا النجاح اللافت الذي تعيشه كرة القدم بالمغرب، ليس وليد الصدفة، أو مجرد ضربة حظ، بل هو ثمرة عمل دؤوب يسهر عليه القائمون على الشأن الرياضي والمؤسسات المعنية من أجل تطوير البنيات التحتية الرياضية، بالإضافة إلى حكامة تسييرية جيدة لتحسين أداء كرة القدم الوطنية وتعزيز تنافسيتها، وذلك انسجاما مع الرؤية الملكية السديدة في هذا الشأن.