أكاديمية تركية تفسر سبب لجوء المغربيات للدعارة بالأناضول و”تفقوهن” على الروسيات

سلطت صحيفة “الجدار” التركية، الضوء على أسباب بروز اسم المغربيات كأشهر عاملات جنس في تركيا، خلال السنوات الماضية، حيث حاورت الأكاديمية التركية “آيلا دينيز” بجامعة أنقرة (قسم الجغرافيا بكلية اللغة والتاريخ والجغرافيا)، والتي اهتمت خلال الـ 15 سنة الماضية في بحثها على ظاهرة عاملات الجنس الأجنبيات بتركيا.

وفي هذا السياق، لاحظت الباحثة “آيلا دينيز”، أن وجود نساء في بلاد أجنبي من أجل الدعارة سببه وضعتيهن الاجتماعية في بلدهن الأصلي، مشيرة إلى أنه كلما ازدادت قوة البلد الذي يأتون منه، تتراجع نسبة النساء العاملات في مجال الجنس، وهو ما حدث مع الروسيات منذ تسلم الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين للسلطة.

وأوضحت دينيز أن الروسيات في تركيا كنّ خلال حقبة الاتحاد السوفيتي يُعرفن أنهن عاملات جنس، وكان الطلب عليهن كثيرا، لدرجة أن عاملات جنس من جنسيات أخرى كنّ يدعين أنهن روسيات من أجل الظفر بالزبائن والحصول على أجور أعلى، مبرزة أن هذا الواقع تغير بفضل تعزيز بوتين للاقتصاد حيث تمكّنت موسكو من سحب عاملات الجنس الروسيات.

وأشارت إلى أنه في الوقت الذي سحبت فيه روسيا عاملات الجنس لديها من تركيا، شرعت الأخيرة في تغيير سياسات ولوج أراضيها، وهو ما سمح بازدياد عدد الطلاب والسياح والموظفين القادمين من آسيا وأفريقيا، كما ساهمت المسلسلات التلفزيونية التركية في زيادة الاهتمام بتركيا، حيث بدأت خلال هذه الفترة، النساء المغربيات في الظهور تدريجياً.

والسبب في ذلك، وفق الباحثة التركية، هو زواج المغربيات من رجال لم يلتقوا بهم قط في مدن مثل أورفا وماردين التركيتين.

وأكدت دينيز أن تأثير المسلسلات التلفزيونية التركية أدى بعدد من المغربيات إلى الزواج برجال لا يعرفونهم حق المعرفة، ومستواهم التعليمي أقل منهم، ومستوى دخلهم ليس أعلى، ولديه أحيانًا الكثير من الأطفال، وهو ما أدى في نهاية المطاف إلى ترك شركائهن ولولوج عالم الدعارة، حيث كان لتحدثهن الفرنسية والإنجليزية بطلاقة عامل كبير في ايجاد مكان لهن بهذا العالم.

وأضاف الباحثة التركية أنه من بين الأسباب الأخرى التي دفعت عدد من المغربيات للعمل بالجنس، هو الحرب الأهلية في سوريا حيث تزوجن هناك زواجا مدنيا، وبالتالي لم يكن لديهن سجل زواج، ما جعل البعض يعدن لتركيا ويختفين داخل المجتمع التركي كعاملات جنس، مشيرة إلى قدوم النساء المغربيات لتركيا خلال 15 عاما الماضية كان للعمل في قطاع الساحة بالأساس.

وأشارت إلى أن المغربيات يختلفن عن عاملات الجنس التركيات، لأنهم يتحدثون لغات أجنبية، ويدركون تمامًا التكنولوجيا والتطبيقات الجديدة. ونظرًا لأنهم صغار السن، فإن مستوى محو الأمية عبر الأجهزة المحمولة لديهم مرتفع للغاية، حيث مكنتهن هذه العوامل من ميزة تنافسية، منبهة إلى أن عمل هؤلاء خارج القانون يعرضهن لضروب من سوء المعاملة “والموت الاجتماعي”، داعية إلى ضرورة التوقف عن اعتبار هذه القضية من المحرمات واتخاذ تدابير تنظيمية ووقائية لحماية هؤلاء النسوة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.