بقلم د. مبارك أجروض
بدأ الأمل يطرق الأبواب بعد التصريح في أمريكا وأوروبا باستخدام لقاح Pfizer-Biontech كأول لقاح ضد Covid-19.غير بالموازاة مع ذلك ظهرت هناك خرافات تشكك في هذا اللقاح، فلا يزال العديد من الناس حتى الآن مترددين في أخذ اللقاح المضاد لـCovid-19، والسبب في ذلك هو تداول المعلومات الخاطئة عنه مفادها أنه يشكل خطراً يعيق جهود السيطرة على الوباء.
ولقد انتشرت منذ بدء حملات التلقيح الكثير من الخرافات المتعلقة بالآثار الجانبية للقاح، بعدما جاءت نهاية عام 2020، وجاء معها لقاح Pfizer-Biontech ضد Covid-19. ولكن ما بين مؤيدي الحصول عليه، وما بين الرافضين لاستخدامه، ظهرت خرافات عدة حوله. نذكر أهمها:
* لم يتم إجراء اختبارات كافية للقاح
ربما تعد هذه من أكبر الخرافات التي دارت حول اللقاح، إذ تساءل الكثيرون حول “عملية الموافقة السريعة “ على اللقاح الذي أنتجته شركة Biontech الألمانية بالتعاون مع Pfizer الأمريكية.
الحقيقة أن الشركتين استخدمتا ما يسمى بـ”audit négocié“، أي الحصول على الموافقات بشأن الفعالية والجودة وعدم الأضرار والآثار الجانبية المحتملة كلٍ على حده، وذلك خلال فترة تطوير منتجهم، ما يعني أنه لا يتعين عليهم الانتظار حتى يتمكنوا من تقديم طلب واحد كامل للموافقة عليه في نهاية بحثهم.
هذه الآلية، كما تذكر شركة الأبحاث الصحية “GEK“، تساعد على تقصير عملية الموافقة لعدة أشهر دون استبعاد أي خطوات ضرورية، ورغم هذا الإجراء المتسارع إلا أنه تم اختبار اللقاح على نحو 43 ألف شخص، وخضع لجميع مراحل التطوير.
* من يصاب بـ Covid-19يحتاج للقاح
يعتقد البعض أنه في حال أصيب ب Covid-19فإنه لا يحتاج لأخذ اللقاح، لكن الدراسات تؤكد أن تلقي اللقاح يمكن أن يوفر الحماية من مضاعفات الفيروس الشديدة.
كما أن مستوى الحماية التي يتم الحصول عليه من المناعة الطبيعية بعد الإصابة بالفيروس غير معروف، لكن العلماء يعتقدون أن اللقاح يوفر حماية أفضل من العدوى الطبيعية.
* خطورة الآثار الجانبية للقاح
إلى ذلك، وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة جوهانسبرغ ومجلس أبحاث العلوم الإنسانية في جنوب إفريقيا أن 25% من المستجيبين الذين لم يرغبوا في التطعيم، كانوا قلقين بشأن الآثار الجانبية.
لكن في الحقيقة، فإن معظم الآثار الجانبية للقاح خفيفة. وتشمل الحمى الخفيفة، والتهاب الذراع، والإرهاق، وعادة ما تهدأ بعد يوم إلى ثلاثة أيام.
وتم الإبلاغ عن آثار جانبية نادرة مثل جلطات الدم من لقاح Johnson et Johnson لكن فرص التعرض لهذا التأثير الجانبي منخفضة.
في المقابل، فإن مخاطر تجلط الدم نتيجة عدوى Covid-19 أعلى من 8 إلى 10 مرات من المخاطر المرتبطة باللقاح.
* احتواء اللقاحات على شريحة للتعقب
في موازاة ذلك، انتشرت خرافة لربما تكون الأكثر غرابة، حيث تم الترويج لنظرية المؤامرة بوجود شريحة ميكروبية في اللقاح لتعقب الأفراد.
واكتسبت هذه الأسطورة زخماً عندما تمت مشاركة مقطع فيديو على فيسبوك يظهر وجود شريحة دقيقة على ملصق حقنة لقاح Covid-19.
لكن في الحقيقة فإن الغرض من هذه الرقاقة الدقيقة هو التأكد من أن اللقاح والحقن ليسا مزيفين ولم تنته صلاحيتهما.
* التعجيل بتطويره يجعله غير فعال
أما هذه الخرافة فتتعلق بتطوير اللقاح بسرعة كبيرة وربط ذلك بعدم فعاليته، إلا أن هذا كان ممكناً لأن تكنولوجيا اللقاح كانت قيد التطوير لسنوات عديدة.
وعندما تم تحديد المعلومات الجينية لـSARS-CoV-2، كان البدء في العملية بسرعة، حيث كانت هناك موارد كافية لتمويل البحث وسهلت وسائل التواصل الاجتماعي تجنيد المشاركين في التجارب السريرية.
ونظرًا لأن Covid-19 معدٍ كان من السهل معرفة ما إذا كان اللقاح يعمل أم لا.
* اللقاح يغير الحمض النووي البشري
هذه الخرافة هي أغرب ما على القائمة، ففي حين أن التلاعب في الحمض النووي البشري من خلال لقاح قد يبدو مثيراً علمياً، ولكنه مستحيل من الناحية البيولوجية.
ويعد لقاح Pfizer-Biontech، أحد اللقاحات التي تعتمد على الحمض النووي ARN” Messager“، أي أنه لا يحتوي على فيروسات ضعيفة أو ميتة، كأغلب اللقاحات، بل على أجزاء مختارة من الجينوم الخاص بالفيروس، ولا يتم حقنه في الحمض النووي البشري، بل في الأنسجة العضلية، حيث يتعرف عليه الجهاز المناعي على أنه “جسم غريب”، ويشكل أجساداً مضادة لمهاجمته والتغلب عليه.
* يمكن الإصابة بـ Covid-19من خلال اللقاح
هذه الخرافة بنيت على ظاهرة “لقاح الحصبة”، إذ أن حوالي 5% من الأطفال الذين تم تطعيمهم ضد الحصبة أصيبوا بها بشكل خفيف بعد تطعيمهم. هذه الظاهرة موجودة لدى اللقاحات التي تعتمد على مادة فيروسية، ولذلك، فلقاح Covid-19 يعتمد على الجينوم الخاص بالفيروس، ولا يحتوي على أي مادة فيروسية، فلا يوجد هناك خطر للإصابة به من خلال التطعيم.
وذكر موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكي، أن من المحتمل الإصابة بـ Covid-19بعد الحصول على اللقاح مباشرة، لأن اللقاح يستغرق بضعة أسابيع لتكوين المناعة من الفيروس، ولهذا فإن إصابة الأشخاص بالفيروس بعد التطعيم مباشرة يعود لعدم إعطاء اللقاح الوقت الكافي لتشكيل الأجسام المضادة، وعليه فمن الضروري أن يحافظ الفرد على قواعد التباعد الاجتماعي والوقاية من الفيروس لفترة كافية بعد حصوله على اللقاح.
ويتم إعطاء اللقاح على جرعتين يفصل بينهما ثلاثة أسابيع، وبعد أربعة أسابيع من التطعيم الأول، تتكون حماية كاملة من الفيروس.