علم أن طبيبين ومسؤولا إداريا وممرضا يعملون بالمستشفى الإقليمي بخنيفرة، سيمثلون اليوم الجمعة، أمام النيابة العامة على خلفية قضية كراء جهاز طبي يستعمل لتوليد الأوكسجين للخواص.
وتفجرت القضية بعد أن قامت سيدة بحجز الجهاز الطبي الذي كانت قد اكترته لعلاج والدها المريض داخل منزلها بعد علمها بمصدر الجهاز، قبل أن تقرر وضع شكاية في الموضوع لدى أمن المدينة.
وفي سياق متصل، أعلنت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان دخولها على خط هذا الموضوع، معلنة دعمها ومساندتها للمبلغة عن هذا الملف.
وقال عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخنيفرة، كبير قاشا، إن “الجمعية تواصل تقديم دعمها ومساندتها النفسية والاجتماعية للسيدة المبلغة عن شكل من أشكال الفساد في قطاع الصحة بخنيفرة، وهذا واجبنا تجاه المبلغين عن الفساد، الذين يستحقون كل الدعم لأنهم عادة يكونون في وضع هش يستلزم تشجيعهم وتحسيسهم بالأمان لدفعهم لتحمل قسطهم من المسؤولية في صد هذا القطار الذي يسحق كل من يريد الوقوف على سكته”.
وأضاف في تدوينة له، أنه أمضى بمعية رئيس الجمعية بخنيفرة وقت راحتهم، أول أمس الأربعاء، مرابطين بالشارع في انتظار مغادرة السيدة الشجاعة لمقر الشرطة، “بحيث لم نعد لمنازلنا إلا على حدود الثانية ليلا، بعد اعتقال شخصين اثنين في الملف في انتظار ما ستسفر عنه باقي أطوار التحقيق التي نتمنى أن تكون شبيهة في مهنيتها بملف الشاب اسماعيل اليوسفي، وفق تعبيره”.
وكانت المحكمة الابتدائية بخنيفرة قد قررت، يناير الماضي، متابعة طبيب مختص في أمراض الأنف والحنجرة بعد اتهامه بالتسبب في القتل غير العمد بسبب الإهمال، وطلب فائدة من طرف موظف عمومي، وقبول استئجاره بصفته طبيبا بالقطاع العام من صاحب عيادة ومدير مصحة.
ويأتي الاعتقال بعد وفاة إسماعيل اليوسفي، أكتوبر 2023، داخل المستشفى الإقليمي في خنيفرة، بعد خضوعه لعملية بإحدى المصحات الخاصة بمدينة أزرو من طرف الطبيب المعتقل، المتابع أيضا بتهمة مزاولة مهنة الطب خارج القطاع الذي قيد برسمه في الجدول وعدم تحيين تقيده في الجدول.
وقال قاشا: “نعتبر ما حصل في هذا الملف الجديد من ملفات الفساد في قطاع الصحة بخنيفرة، استهتارا ومجازفة بأرواح المرضى الفقراء وعموم رواد المستشفى العمومي، خصوصا ونحن نعلم ضرورة توفر بعض الأجهزة وجاهزيتها في المستشفيات إذ إن كل تأخر في توفيرها يشكل خطرا حقيقيا على الحالات الحرجة التي تحتاجها”.
وأشار أيضا إلى أن “هذا الخصاص المدبر في جهاز ضروري ومهم داخل المستشفى الإقليمي وكرائه خارج المستشفى، يخدم جشع القطاع الخاص وأطباء بلا ضمير أصبحوا مستثمرين في قطاع سيارات الإسعاف، مستثمرين في الموت لأنهم غير مؤهلين للدفاع عن الحياة ولا عن نبل رسالة حولوها لمستنقع مال متعفن”، وفق تعبيره.