إعداد د. مبارك أجروض
تعد سرعة نبضات القلب أحد الأعراض التي تشير إلى الإصابة ببعض الأمراض، تعرف على أهم الأسباب المرضية التي قد تؤدي إلى ذلك، فقد يعاني الفرد من سرعة نبضات القلب نتيجة لبذل مجهود كبير، مثل: ممارسة الرياضة أو الشعور بعاطفة قوية وإن لم تكن الأسباب الشائعة هي المسؤولة عن سرعة نبضات القلب، فقد يكون مؤشرًا للإصابة بأحد الأمراض.
يشار إلى الشعور بسرعة كبيرة في دقات القلب، بـ”خفقان القلب”، وهذا الخفقان من الممكن أن يكون مفاجئًا دون بذل مجهود، وهو ما يصيب البعض بالخوف، إلا أن الأسباب قد تكون ناتجة عن الإجهاد والقلق، أو الإكثار من المشروبات المحتوية على الكافيين والنيكوتين، وقد تكون مؤشرا على الإصابة ببعض الأمراض، وفي هذا التقرير نستعرض الأسباب والعلاج.
* أسباب خفقان القلب
قد يكون خفقان القلب ناتجاً عن أمراض جسدية أو نفسية، كالرجفان الأذيني، وهو ما يجعل نبضات القلب مضطربة وغير منتظمة، وقد يكون بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، والذي يحدث غالبًا بسبب الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية. كما تؤدي الإصابة بانخفاض السكر في الدم إلى خفقان القلب وتعرق شديد، خصوصًا عند مرضى السكري.
وقد يكون بسبب الإصابة باضطرابات الهلع والخوف المتكررة، أو الوسواس القهري المتعلق بالموت، أو أن الإنسان يعاني القلق المرضي، وهو ما يسبب فقدان التركيز، وفي حالات الهلع والقلق يحدث خفقان القلب والتعرق. قد يكون نمط الحياة أيضًا، من عادات غذائية، أو عدم الحصول على قسط كاف من النوم، أو التمارين الشاقة، أو التدخين، أو تناول بعض الأدوية كالبخاخات الموسعة للقصبات، وبعض أنواع أدوية الضغط، والأدوية المضادة للحساسية، وبعض المضادات الحيوية، والأدوية المضادة للاكتئاب، ومضادات الفطريات، سببًا من أسباب الشعور بالخفقان.
كما تلعب التغيرات الهرمونية أيضًا دورًا في إحساس النساء بخفقان القلب؛ كالحمل، والدورة الشهرية، والوصول إلى سن اليأس. وقد يكون خفقان القلب بسبب الإصابة بفقر الدم، فعند الإصابة بفقر الدم يضخ القلب كمية دَم أكثر من الطبيعي، حتى يعوض نقص الأكسجين في الدم، ومع تراجع نسبة الهيموغلوبين بصورة كبيرة يمكن أن يحدث فشل في القلب.
أيضًا قد يكون السبب هو اضطرابات مستويات المعادن، كانخفاض في الصوديوم، والبوتاسيوم، والمغنسيوم، أو ارتفاع الكالسيوم، وهو ما يؤثر بدوره على صحة القلب بشكل عام. وقد يؤدي انخفاض السوائل بالجسم، إلى الإصابة بالجفاف، وعدم انتظام ضربات القلب، لكن يمكن معالجة هذا بشرب 8 أكواب من المياه يوميًا.
* أسباب خفقان القلب عند النوم
قد لا تكون بذلت مجهودًا على الإطلاق، وتفاجئك ضربات القلب السريعة أثناء النوم، وهذا يرجع لسببين؛ إما الضغط على العصب المبهم والذي يعتبر من الأعصاب المهمة في الجهاز العصبي، والذي يؤثر على التحكم في ضربات القلب. وقد يحدث مصحوبا ببعض الأعراض كآلام الرقبة، أو آلام الظهر، وعندها يجب مراجعة طبيبك، لمعرفة سبب هذه الحالة وتلقي العلاج المناسب:
ـ فقر الدم: ويعد فقر الدم من الأمراض المرتبطة بشكل مباشر مع نبضات القلب السريعة ووجود اضطرابات بها. وتفسير هذا أنه عند الإصابة بفقر الدم يقوم القلب بضخ كمية دم أكثر من الطبيعي، حتى يعوض نقص الأكسجين في الدم. ويحدث نقص الأكسجين في الدم عندما ينقص الهيموغلوبين المسؤول عن حمل الأكسجين، وهو ما يسمى بالأنيميا أو فقر الدم. ومع تراجع نسبة الهيموغلوبين بصورة كبيرة يمكن أن يحدث فشل في القلب.
ـ فرط نشاط الغدة الدرقية: عندما يصاب الجسم بفرط نشاط الغدة الدرقية فهذا يعني إفراطها في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، مما قد يؤثر على كافة أعضاء الجسم ومن ضمنها القلب. حيث يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى سرعة نبضات القلب، والعكس، فقد يحدث انخفاض في معدل نبضات القلب في حالة الإصابة بقصور الغدة الدرقية.
ـ اضطرابات مستويات المعادن في الدم: يتسبب خلل الهرمونات في الجسم إلى حدوث اضطرابات في مستويات المعادن المهمة، مثل: انخفاض في الصوديوم، والبوتاسيوم، والمغنسيوم، أو ارتفاع الكالسيوم. فهذه المعادن هامة جدًا لصحة الجسم وقدرته على القيام بمختلف وظائفه، كما أنها تساهم في تنظيم ضربات القلب، وأي خلل بها قد يؤثر على المعدل الطبيعي للنبضات. وقد يتصور البعض أن اضطرابات المعادن أمر بسيط، ولكنه في الحقيقة يصبح خطير إذا تم إهماله، لأنه يؤثر على صحة القلب والجسم بشكل عام.
ـ انخفاض ضغط الدم: من أبرز الأمور التي تؤدي إلى سرعة ضربات القلب هي الإصابة بانخفاض ضغط الدم، حيث تزداد معدلات الضربات للحفاظ على مستويات ضغط الدم في الجسم. كما أن ارتفاع ضغط الدم يؤثر على معدل نبضات القلب ويصيبها بالاضطراب، لأنه ينتج عن انفعال شديد أو غضب، مما يسبب التسارع وخفقان القلب. وهناك أسباب أخرى لسرعة النبضات متعلقة بصحة القلب، مثل: تصلب وانسداد الشرايين، أو قصور القلب، أو حدوث اعتلال في توصيل الشبكة الكهربائية في القلب.
ـ مرض السكري: المصاب بمرض السكري هو الأكثر عرضةً للإصابة بأمراض القلب، مثل: تصلب الشرايين وقصور القلب. ويمكن تفسير هذا بأن تراكم الكوليسترول في الأوعية الدموية يؤدي إلى تصلب الشرايين التاجية. يمكن أن يبدأ مرض القلب في الظهور والتطور قبل تشخيص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. وبالطبع تؤدي أمراض القلب إلى تسارع واختلال في نبضات المصاب سواء بالسرعة أو الانخفاض وفقًا للحالة المرضية.
ـ انخفاض كمية السوائل بالجسم: يؤدي انخفاض كمية السوائل بالجسم والإصابة بالجفاف عادةً إلى عدم انتظام وسرعة نبضات القلب، وذلك نتيجة عدم شرب الكميات الكافية من الماء والسوائل بشكل عام. ولكن لا يمكن اعتبار هذا مرض خطير، فمع الانتظام على شرب السوائل والماء بمقدار لا يقل عن 8 أكواب يوميًا، سوف يستعيد الجسم صحته وتعود ضربات القلب إلى معدلاتها الطبيعية.
* نصائح عند الإصابة بالخفقان
عند شعورك بسرعة نبضات القلب، وأنت تعلم أنه ليست لديك مشكلة صحية، عليك تهدئة النفس، في حال إذا كان هذا الخفقان ناتجًا عن الانفعال والتوتر، وتغيير وضع الجلوس أو الوقوف. عليك أيضًا التوقف عن بذل المجهود، إذا كنت تبذل مجهودًا غير معتاد، والتوقف فورا عن شرب الكافيين والأدوية التي تحتوي على نفس المادة، لأنها تزيد من سرعة ضربات القلب.
كما يُنصح بالحذر من استخدام الأدوية، التي ينجم عنها آثار جانبية وبينها خفقان القلب، وعدم تناول الأدوية إلا بوصفة طبية، وعليك أن تضبط استخدامك للأملاح، وأن تكثر من الخضراوات والفاكهة والسوائل المفيدة، أما في حال تكرار الإحساس فعليك بشرب السوائل المفيدة مثل الماء.
* مضاعفات خفقان القلب
قد يؤدي خفقان القلب السريع إلى عدة مضاعفات، منها هبوط في ضغط الدم، ما قد يسبب الإغماء وقد يؤدي أحيانا إلى السكتة الدماغية خاصة عند مرضى الارتجاف الأذيني الذين لم يعالجوا، وقد يؤدي إلى فشل في عضلة القلب، ما يقلل قدرته على ضخ الدم، أو توقف القلب.