في كل سنة، تزداد مخاوف المواطنين المغاربة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، من إرتفاع أثمنة المواد الغذائية الأكثر استهلاكا وخاصة الفلاحية، إذ يأتي خلال هذه السنة في سياقات مختلفة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، التي تطبعها خصائص عدة أبرزها “غياب التساقطات المطرية” إضافة إلى “إرتفاع نسب التضخم”.
لكن يبقى الحدث الأساسي خلال هذه المرحلة بالنسبة للمواطنين وأيضا التجار، هو ما ستسفر عنه المباحثات المغربية الموريتانية، حول القرار الذي فرضته هذه الأخيرة الرامي إلى الزيادة في الرسوم الجمركية على الشاحنات المغربية التي تمر من منفذ الكركرات، نظراً أن هذا الإجراء لقي استحسانا من لدن المواطنين، بعدما عرفت الأسواق الوطنية إنخفاضا في أثمنة بعض المنتجات الفلاحية الأساسية.
تفاعلا مع هذا الموضوع، قال عبد النبي أبو العرب، الخبير الاقتصادي، إن “إعادة العلاقات التجارية بين المغرب وموريتانيا أي إلغاء الرسوم الجمركية التي تم فرضها على الشاحنات القادمة من معبر الكركرات، سيكون له تأثير على مستوى وفرة المواد المصدرة وعلى رأسها الخضر في السوق الداخلية”.
وأضاف أبو العرب أن “ميكانيزمات العرض والطلب سيكون لها تأثير على مستوى الأسعار، وهذا الأمر يعتبر قاعدة أساسية في الإقتصاد وأيضا العلاقات التجارية بصفة عامة”.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن “وفرة الطلب تؤدي إلى إنخفاض أسعار المنتجات والعكس صحيح، ونحن على أبواب إرتفاع الطلب بسبب قرب شهر رمضان الذي يعرف رواجا اقتصاديا كبيرا، إذ سيكون عاملا إضافيا على ذلك”.
وتابع المتحدث عينه أنه من “المنتظر أن تعرف الخضر في شهر رمضان ارتفاعا في الأسعار، في حالة إذا تم التوافق بين البلدين الشقيقين، وهذا أمر سلبي على السوق الوطنية وأيضا على المستهلك”.