شرعت الأحزاب السياسية المغربية في التحضير بكثافة للاقتراع الانتخابي لسنة 2021، بما فيها أحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي التي قررت الاندماج في حزب يساري موحد بغية خوض غمار الانتخابات المقبلة التي تراهن عليها بقوة، ويتعلق الأمر بكل من الحزب الاشتراكي الموحد وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي.
في هذا الصدد، قالت نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إن “الأمر لا يتعلق بخطوة جديدة، على اعتبار أن الأحزاب الثلاثة المُشكلة للتحالف تشتغل على قضايا استراتيجية لها الأولوية الكبرى؛ منها الدستور والقضية الوطنية والانتخابات، إلى جانب العمل على مجموعة من القضايا الموحدة الأخرى”.
وأضافت منيب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأحزاب الثلاثة تتوفر حاليا على برنامج مرحلي يتضمن الجانب الفكري والتنظيمي والإشعاعي، لكن بخلاف ما يشاع لا توجد أي هوة بين التنظيمات السياسية التي يرتقب أن تشكل التعبير السياسي بغية إعادة الثقة للمواطنين”.
وأكدت الفاعلة السياسية أن “الانتخابات لا تجسد الديمقراطية لوحدها، لكنها محطة مهمة من أجل تحقيق الاختراق الانتخابي، بهدف إنقاذ المغرب من الأزمة المركبة التي يعانيها الشعب حاليا”، مشددة على أن “اليسار يؤمن بالعدالة الاجتماعية والمصلحة العليا الهادفة إلى محاربة الاستبداد والفساد”.
وبخصوص دواعي الاندماج، اعتبرت الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد أن “اليسار الذي نشكله لن يستطيع تحقيق التغيير لوحده، ما دفعنا إلى وضع مشروع جديد يسعى إلى إعادة بناء اليسار ككل، بوصفه مشروعاً مجتمعيا منفتحا على جميع فعاليات وهيئات المجتمع المدني، وكذلك المناضلين الذين لا يجدون راحتهم في الأحزاب التقليدية التي طبّعت مع النظام وتخلت عن المشروع التغييري”.
“أمام كل ما يجري في العالم، اللحظة تستدعي إحياء الفكر اليساري العالمي الذي تراجع بعد انهيار جدار برلين”، تورد المتحدثة، التي أبرزت أن “اليسار بدأ يعرف نهضة جديدة، لأن العالم في حاجة إلى مشروع اقتصادي آخر بعيد عن الرأسمال المالي”، مشيرة إلى ضرورة “انتقاد تجربة اليسار على كل المستويات لبناء مشروع آخر”.
وتابعت: “اشتغلنا منذ سنة 2014 بوتيرة بطيئة، قد نكون أخفقنا ربما، لكننا لسنا بأحزاب انتهازية تريد الاستفادة من التغيير فورا، بل نبني مشروعا نبتغي منه النجاح في المستقبل، لاسيما أننا أمام استحقاقات مهمة رغم أنه مُتحكم فيها، لكننا سوف نطالب بالإصلاحات الهادفة إلى تضييق الخناق على التحكم”.