آسفي.. ضرورة الحفاظ على الثرات المغمور بالمياه

مجلة أصوات

 

وأظهرت الاكتشافات الأثرية المتعددة، على طول ساحل مدينة المحيط وفي المناطق المجاورة، أن هذه المدينة تتمتع بتاريخ غني ومتفرد وحضارة عريقة.

 

  وفي هذا الإطار، أبدت العديد من المؤسسات والقطاعات المعنية والمجتمع العلمي وعلماء الآثار والمجتمع المدني، على غرار الجمعية المغربية للبحث والمحافظة على التراث البحري، اهتمامها في وقت مبكر بهذا التراث وبجرده والحفاظ عليه وتثمينه.

 

  وهكذا، تم تنظيم عملية غوص تحت الماء، اليوم الجمعة بشاطئ سيدي طوال، بمبادرة من الجمعية المذكورة التي أحدثت سنة 2013، في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمحيطات، مما شكّل فرصة لإعادة استكشاف حطام السفينة العسكرية الإنجليزية “The Baynyassa SS” التي غرقت قبالة هذا الشاطئ في صيف 1918.

 

  وتهدف هذه المبادرة، التي تندرج في إطار سلسلة من الأنشطة التربوية والتحسيسية التي تتمحور حول تثمين والحفاظ على الساحل والموارد والبحرية، والمنظمة من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بتعاون مع مختلف شركائها، إلى تحسيس الشباب المسفيوي وزوار المدينة بأهمية الاهتمام بشكل أكبر بهذا الإرث الغني والمتنوع المغمور تحت الماء، والعمل بشكل جماعي من أجل الحفاظ عليه والنهوض به.

 

  كما تروم هذه المبادرة إثبات أن هذا التراث المغمور بالمياه بإمكانه أن يشكل رافعة لإقلاع اقتصادي واعد بمدينة آسفي، وتطوير سياحة بيئية مستدامة ومسؤولة.

 

  وبهذه المناسبة، أكد رئيس الجمعية المغربية للبحث والمحافظة على التراث البحري، سعيد آيت بعزيز، أن “هذا الغوص يهدف إلى التحسيس والتعريف بالتراث المغمور بالمياه الذي يزخر به ساحل آسفي”، مبرزا أن هذه المبادرة تندرج في إطار الأنشطة المبرمجة من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء.

 

وأضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “هذا الاكتشاف يتعلق بحطام سفينة تاريخية يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر”، معربا عن أمله في أن تتم إماطة اللثام عن هذا الحطام ليكتشفه عامة الناس، وأن تتضافر الجهود لإنشاء حديقة مائية في المنطقة.

 

كما عبّر عن امتنانه لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة على كل الجهود المبذولة والإجراءات المنجزة تحت شعار “اكتشاف أعماق جديدة”.

 

وفي تصريح مماثل، سلط عضو الجمعية المذكورة، صلاح الدين بنماموس، الضوء على أهداف الجمعية المغربية للبحث والمحافظة على التراث البحري، لاسيما حماية التراث المغمور بالمياه أو الساحلي في إطار خطوة تهدف إلى تعزيز حضور التراث في كل ما يتعلق بالسياحة الثقافية.

 

وقال إن الأمر يتعلق بضمان حضور التراث الأثري المائي في تصور العرض السياحي الثقافي لساحل مدينة آسفي، مشيرا إلى أن اكتشاف حطام هذه السفينة التاريخية سيُمكّن، على غرار كل الاكتشافات الأثرية، من رسم مسارات سياحية جديدة ذات قيمة مضافة عالية على المستوى الثقافي والأثري والتاريخي.

 

يشار إلى أن برنامج الأنشطة، الذي أعدته مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، يتوخى اكتشاف أعماق جديدة للفهم والتعاون والالتزام تجاه المحيط وكل ما يعززه. كما أنه يضم جميع المبادرات التي تركز على قضية مشتركة وهي “حماية محيطاتنا، من أجل رفاهية كوكبنا وساكنته”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.