عقب الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الحكومة السورية والقوات الكردية بوساطة روسية لمواجهة التقدم العسكري التركي يوم الأحد، وبعد ثمانية أيام على بدء عملية “نبع السلام” التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمواجهة المقاتلين الأكراد الذي يصفهم بالإرهابيين، دخلت قوات الحكومة السورية إلى مدينتي منبج بمحافظة حلب وطبقة في محافظة الرقة في شمال سوريا، ووصلت إلى قاعدته الجوية العسكرية التي تحمل الإسم نفسه”مطار الطبقة العسكري” يوم الإثنين.
وإلى جانب علم قوات سوريا الديمقراطية الذي رفع على الطريق المؤدي إلى المدينة التي شهدت منذ سنوات أبرز المعارك التي هزم فيها المقاتلون الأكراد بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، رُفع العلمان السوري والروسي في المكان عينه.
أربعة بنود رئيسية
وبدأ الجيش السوري بنشر قواته باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الأكراد بالقرب من الحدود التركية وفقا لما جاء بنص الاتفاقية المؤلفة من أربعة بنود رئيسية، والتي بنيت على أساس موافقة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) دخول جيش النظام وسيطرته الكاملة على المساحات والمناطق الممتدة من عين ديوار شرقاً، وحتى جرابلس غرباً، وذلك وفقاً لثلاث محاور:
- أولا محور الطبقة الواقعة بريف الرقة شمالاً باتجاه عين عيسى وريفها وصولاً إلى الحدود السورية التركية عند تل أبيض وباتجاه الغرب
- ومن ثم محور منبج عين عرب على الحدود السورية التركية وحتى تل أبيض وباتجاه الغرب.
- وثالثها محور الحسكة، تل تمر وصولاً إلى رأس العين ومنه باتجاه الشرق وصولاً إلى القامشلي ومن ثم المالكية وباتجاه الجنوب.
من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات الحكومة السورية ترافقها القوات الروسية بدأت يوم أمس الأربعاء بالانتشار في مدينة كوباني (عين عرب) ذات الغالبية الكردية والحدودية مع تركيا في ريف حلب الشمالي الشرقي، والتي لطالما أعلنت أنقرة نيتها السيطرة عليها.
وإبان الحرب السورية التي بدأت في العام 2011 تم السيطرة على مدينة منبج من قبل الجيش الحر وبعض فصائل المعارضة المسلحة أولا في العام 2012، ومن ثم تم اجتياحها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العام 2014 إلا أن قوات سوريا الديمقراطية استطاعت في العام 2016 الإستيلاء عليها.
وأعرب السكان المحليون عن سعادتهم لدخول الجيش السوري إلى المدينة، واعتبر البعض أن هذه الخطوة تسمح لهم بمتابعة حياتهم اليومية بشكل طبيعي وتقف أمام عملية نزوح العائلات من المكان، وتشريدهم.
وقال الجنود الحكوميون إن هذه الخطوة تعد بالغة الأهمية، وتسمح بإعادة ترتيبهم في الموقع.
ولفت أحمد، أحد جنود النظام إلى أن “مطار الطبقة والذي يقع في المنطقة الشمالية الشرقية السورية، له أهمية استراتيجية كبرى”. ( ويقع مطار الطبقة بالقرب من سد الفرات الذي يعد أكبر السدود السورية ومن أهمها).
وبدأت تركيا والجيش الوطني السوري (الجيش الحر وبعض فصائل المعارضة المسلحة المعتدلة” يوم الأربعاء الماضي، هجومها للقضاء على القوات الكردية عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من نقاط حدودية في شمال سوريا، في خطوة اعتبرت بمثابة إشارة وضوء أخضر لأردوغان لبدء هجومه، من أجل إنهاء ما تعتبره أنقرة تهديدًا للجماعات “الإرهابية والانفصالية” على حدودها الجنوبية وفرض منطقة عازلة لاستضافة ملايين السوريين اللاجئين.
إلا أن ترامب عاد تحت ضغط الانتقادات الشديدة ودعا أنقرة إلى وقف هجومها فارضا عقوبات على ثلاثة وزراء أتراك ورسوما على قطاع الصلب التركي، وأرسل نائبه مايك بنس ووزير خارجيته مايك بومبيو الى أنقرة لإقناع تركيا بوقف إطلاق النار، الأمر الذي رفضه أردوغان.