منظمة” أوكسفام “الدولية و الجمعية الوطنية لحارسات وحراس الأمن الخاص بالمغرب وعاملات النظافة يطالبان الحكومة بتحسين وضعيتهم وهيكلة قطاعهم

خولاني عبدالقادر

في ظل السكوت المشبوه لمختلف الأجهزة النقابية و المنظمات الحقوقية بالمغرب على الأوضاع المزرية التي تعيشها شغيلة أعوان الحراسة الخاصة و التنظيف و الطبخ الذين يعملون في المؤسسات العمومية و الخاصة، عملت الجمعية الوطنية لحارسات وحراس الأمن الخاص بالمغرب التي تكتسب كل يوم مزيدا من المصداقية والفعالية، على طرق باب منظمة “أوكسفام “الدولية من أجل انجاز أول دراسة تهم حراس الأمن الخاص بالمغرب الذي تم من خلالها إصدار تقرير تطالب فيه “أوكسفام” الحكومة بتحسين وضعية حراس الأمن الخاص وعاملات النظافة.

وتعد هذه المنظمة ملفتة للنظر لضخامة أنشطتها وفعاليتها، حيث تعدت دائرة نفودها و نشاطها حدود الوطن الذي نشأت فيه لتمتد إلى المحيط الإقليمي و العالمي حتى أصبحت مرجعـا لأجهزة حكومية ودولية، و تجسد طموحات أفراد أجمعوا على خدمة مصلحة عامة خارج الأجهزة الرسمية، أعلنت أن “حراس الأمن الخاص وعاملات النظافة بالمغرب، يشتغلون في ظروف تطبعها القسوة و لا تساهم في الاستقرار الوظيفي لهذه الفئة”.

كما اعتبرت منظمة “أوكسفام” ذات الصيت الواسع و السمعة الطيبة في تقرير الذي تم بشراكة مع جمعية حارسات و حراس الأمن الخاص بالمغرب حول “ظروف العمل في قطاعي الأمن والنظافة بالمغرب”، أن العاملين في هذا القطاع يشتغلون في إطار غير مهيكل، وبعقود شغل مؤقتة، يتقاضون بموجبها أجورا زهيدة، ويتم تغيير ساعات عملها باستمرار، من قبل شركات المناولة، التي تقتطع أقساطا مهمة من أجورهم.

وأوضح التقرير، أن عاملات النظافة يعتبرون الأكثر تعرضا للتعسف والفصل عن العمل، مشيرة إلى أنهن تشتغلن لساعات طويلة تتجاوز 14 و16 ساعة، في خرق لما هو متفق عليه في عقود الشغل، وغياب لأدنى عناية صحية بهن رغم ما يبذلانه من جهد بدني شاق، إلى جانب حراس الأمن الخاص، الذين يشتغلون بدون تغطية صحية وبدون تأمين على حوادث الشغل، مما يجعلهم معرضين لكل أصناف الهشاشة.

وقد عبرت “أوكسفام” بعد وقوفها على واقع حال هذه الفئة من الطبقة العاملة، عن رفضها لوضعية عملهم، وخاصة حراس الأمن، والذين يتواصلون يوميا وبشكل مباشر مع المواطنين، 24 ساعة على 24، بما في ذلك أيام العطل ونهاية الأسبوع.

كما شددت “أوكسفام “و معها الجمعية على ضرورة تحسين وضعية هذه الفئة من خلال مراجعة الفراغ التشريعي المتعلق بها، مع تشديد مصالح الدولة المختصة، المراقبة الإدارية و القانونية على شركات المناولة التي تشغل حراس الأمن وعاملات النظافة دون احترام ساعات العمل القانوني.

و لتدعيم المجهودات المبذولة من طرف الجمعية و المنظمة، يتعين على الأجهزة الرسمية المغربية أن تعتمد مقترحاتهم الموضوعية و القابلة للتنفيذ و لا تتطلب سوى النية الحسنة و الإرادة الحقيقية لتحقيقها، و أن تعتبر حراس الأمن الخاص شريكا كاملا في عملية التنمية الشاملة، وتعمل على إخراج قانون منظم و مؤطر و منصف لهذه الفئة العريضة من المجتمع المغربي، و لما لا طرح قضاياهم و مشاكلهم ضمن الحوار الاجتماعي القائم حاليا بين الحكومة والاتحاد العام لمقاولات المغرب و المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية، من أجل بلورة مشروع قانون ينصف هذه الطبقة المـأجورة التي تعرف تدهورا متزايدا لظروف عملها، بعيدا عن الوعود التي تلقتها النقابة الوطنية لأعوان الحراسة الخاصة و التنظيف و الطبخ و كذلك الجمعية الوطنية لحارسات وحراس الأمن الخاص بالمغرب التي تتزعمهما الأستاذة لبنى نجيب والتي بدورها تعمل جاهدة على إيجاد الحلول الممكنة في ظل صمت رهيب للوزارة الوصية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.